من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : فاطمة صالح باهميم.
إجمالي القراءات : ﴿4993﴾.
عدد المشــاركات : ﴿17﴾.

في ثقافة الجودة النوعية : أهي جودة أم هي .. ؟
(الجودة أو النوعية وهي باختصار في مجال التصنيع هي مقياس للتميز أو حالة الخلو من العيوب والنواقص والتباينات الكبيرة عن طريق الالتزام الصارم بمعايير قابلة للقياس وقابلة للتحقق لإنجاز تجانس وتماثل في الناتج ترضي متطلبات محددة للعملاء أو المستخدمين).
تعريف دقيق، يتردد في كل مكان ويُكتب على اللوحات، ويُقرأ في كل اجتماع، وبهذا أدينا الأمانة بإيصالنا الرسالة التي أُجبرنا على نقلها حتى لو لم نعرف كيف نطبقها.
وليت قبل أن يُقرأ التعريف أن يُعمل بمبدأ ابدأ بنفسك، فلو أحسنت وأتقنت لتقبل منك المستمع والمعني بهذا القول، فلا تكن فوضويا وتدعي الجودة، وعشوائيا وينعق على راسك المقربون بالحكمة والنظام، بل وتُطالب به غيرك، فليت من يقرأ تعريف الجودة يحفظ ويعمل بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية). فلربما خجل من الوقوف أمام الموظف والعميل.
أركان الإسلام التي لا يكون للمسلم إسلاما إلا بها كلها تقوم على الإحسان والإتقان، والأسرة المسلمة مسؤولة عن غرس أركان الإسلام عملا لا قولا في نفوس أبنائها، وتربيتهم على القيم الإسلامية، ولو حدث ذلك لما وجدنا أفكارا هشة يحملها ويتشدق بها الجيل، ولا فوضة واستهتارا يفهمها على أنها صفة للشباب المرح.
الحديث عن الجودة أصبح موضوعا ممجوجا، تعلوه الكآبة ومساوٍ للكذب، وكل شيء أرتفع صوته، وكثُر رواده ورؤساؤه اعلم أنه من باب الرفاهية، وحب الظهور، وصرف النظر عن النقص الملازم لمدعيه، فالأمناء لا يتحدثون كثيرا، والمخلصون يعملون بصمت، والصادقون يعترفون بالنقص.

رسالة على الواتس كانت تأكيدا لكتابة سطور مقالي المتواضع جدا عن الجودة.
وصلتني رسالة من معلمة على الواتس تسألني : ما هي الجودة ؟ ومتى أستحق أن أكون سفيرة للجودة ؟ اجتماعات كثيرة تُعقد في مدرستي ولدينا سفيرة للجودة ولكن لا أعلم ما المطلوب مني ؟ فكل الاجتماعات عن تاريخ الجودة وكلام تنظيري مقروء من السينما التي على الجدار والتي أهدرت المنسقة ساعة من وقت الاجتماع حتى يتم عرض فيلم ضعيف غير مؤثر.
وأخرى أهدرت بنزينا، وارهقت سائقا، وأزعجت المستمعات وأضاعت الحصص ليوم كامل من أجل أن تتحدث عن الجودة، قولٌ عن الجودة وفعلٌ يهدمها، ومستمع يدعو الله أن يرفع عنه هذا البلاء.
ومعلمات يحلمن بتدريب يختصر سنوات من محاولات الخطأ والصواب، وأخريات يردن أن يبعدن شبح من لا يتقدم يتقادم، ومعلمات جديدات أضافت لهن هذه الرحلة سنوات من الخبرة الحقيقية الفعلية.
ولكن القليل من التدريب الذي تعود منه المعلمة بفائدة أو جديد، والحقيقة أن المدرب يحتاج لأن يتدرب.
وصديقة مقربة تهمس في أذني أثناء الاجتماع : لا تُرهقي نفسك بالبحث عن الجودة فحتى تحققي الجودة ابحثي عن أرقام صُناع الملفات حتى يصنعوا لك ملفا ضخما ممتازا أنيقا وقدميه لرئسك. فأنت مجموعة من الورق.
وهناك من يجبر موظفيه على دفع مبالغ مالية لموظف يُعد لكل الموظفين ملفات الإنجاز، حتى يتباهى ويفتخر أن مؤسسته قد حققت الجودة.
وليس لنا إلا الدعاء بمحق هؤلاء المخربون الذين ينخرون في المبادئ والقيم وما استأمنته عليه الدولة.
هؤلاء هم الذين يبهجهم كيس من الحلوى مشكلة الألوان سيئة الطعوم، وتمثالا مصنعا باحتراف وإتقان لمارلين مونرو.
لا تُرهق نفسك بالبحث عن الجودة ساهم بمبلغ وقدره .. وضاعفه في حفلة أو حفلة أو حفلة وكلما تعددت الأصناف، فملفك سيكون بعددها وحاول في كل مرة أن تنوع حتى تتنوع أوراق الملف.
في الماضي كان العمل أكثر والورق أقل، وكان النشاط مُخططٌ له ومعروف مسبقا نتائجه، وكان رضا العملاء عاليا مع قلة الاجتماعات والمراقبة والوقت المهدر، واللجان المشكلة من قبل الإدارة المدرسية أو المؤسسة ولا يعرف المعلم / الموظف أنه عضوٌ فيها.
لو سألت موظف في أي قطاع ماهي الجودة ؟ تجد من فتح الله عليه يقول لك : الأمانة، وآخر يقول : الإخلاص، وثالث يقول : الإحسان. ولكن هذا التعريف لا يبقى ولن يبقى ؛ لأن من يقودهم يسعى بهم من القمة للهاوية.

مؤسسة أرادت أن تطبق الجودة فأحدثت لدى العملاء وموظفيها الفوضى، فالتحفيز والتشجيع مطية الأحمق الذي لا يعرف الطريقة المُثلى في تطبيقها.
فأعلن وعلى الملأ فرسان الجودة في المؤسسة، لتعلوا الدهشة الحضور، وتنهار الثقة والمصداقية، وعرى المُعلِن نفسه أمام الجميع بأنه لا يعرف أبعاد تصرفه وعشوائية قراراته، لأن من يعلن عن فرسان الجودة أهدم مستقبل مؤسسته ؛ أليس اعترافا منه أن لا جودة في مؤسسته ؟ وأحبط بقية الموظفين، وشكك كل العملاء في المؤسسة.
أي كارثة هذه التي أحدثها القائد، العمل بلا تخطيط ووضع أهداف لكل فكرة أو تكريم، هو فشل ذريع وانهيار لثقة العملاء.

وماهي الجودة التي تُعقد لها المؤتمرات ؟ ويُخصص لها يوم من كل عام للاحتفال بها ؟ ماهي الجودة التي نرى تفعيلها في كل مدرسة في يوم زفافها مزيدا من الورق، مزيدا من فعاليات لا تخرج منها الطالبة بقيمة تجعلها تؤمن حقا بأن الجودة سلوك وليس رفاهية، أليس الاحتفال في المدارس من باب التنافس والسباق ؟ أيُّ مدرسة استخدمت أكثر الألوان جذبا، وأطرب الألحان تصفيقا (ونُسقط كلمة رقص لأنها محظورة الكتابة فقط) ؟
وأين الجودة في دروس تطبيقية (نموذجية) يتم فيها قلب الفصل ليصبح مهرجانا أو ميدانا ؛ لعرض كل ما جمعته المعلمة ما يفيد ومالا يفيد، فقط حتى تؤكد أنها اطلعت على هذا وطبقت ذاك.
وأين الجودة عندما يكون البحث عن الاستراتيجية على حساب المادة العلمية ؟ فالرقيب قد أغلق فكره، وأضاء بصره ؛ ليرى لعبة هنا وضحكا هناك، وهدايا لمن يستحق ومن لا يستحق، ويخرج من الفصل ليزف المعلم بأنه أحسن صنعا، ويتم شكره في الطابور، ويتوج سفيرا للجودة، ولسان حال الحضور أي حفرة تستوعب هذا الفكر، فالله أراد أن يُظهر تعرية فكر وأخلاق هذا الرقيب على ملأ، كذب وغش وجهل و و.
وبعض الدروس نجد فيها انشغال الحضور بالقهوة وأنواع من الشوكولاتة، ولا بأس أن يكون في زاوية من الفصل بعض المعجنات ناهيك عن المائدة التي تنتظر الحضور، ليكون النقاش حول من أين هذا الصنف ؟
وإذا كانت المعلمة صاحبة مبدأ بأن الدرس لتبادل الخبرات، استهجنت المديرة الموقف، ووصمت المعلمة بالبخل ؛ لأنها لم تحسن إكرام ضيوفها ؟
وحكايات إبعاد المعلم عن مهمته الأساسية وهي التربية والتعليم وطمس ثالوث التعليم معلم وكتاب وطالب ؛ إحباط بكل النسب والمقاييس، وجودة مستحدثة في المدارس، ومسكوت عليها، فيا معلم حتى تحقق الجودة في رؤية قائد المؤسسة عليك بتزيين الفصول، ودفع الأموال فلا يهمنا مدى قوة مادتك وجودة عطائك في الحصة فالأهم عطاؤك في المبني من تزيين الجدران، وزخرفة اللوحات، وتعدد الألوان لينقلب الفصل مهرجانا.
وإذا انتقلنا إلى حدوثة الجودة الإعلامية فقد أصبحت فوضى، فوضى في النشر والإعلام، وسباق بين المؤسسات للإخبار عن إنجازاتها التي قد تكون اعترافا على ملأ أن المؤسسة لا تعرف ما الهدف من المؤسسة التربوية والتعليمية التي ائتمنها الوطن عليها.
خبر هنا وصورة هنا ونشر الغث والسمين في كل شبكات التواصل، السبب الحقيقي في الفوضى الإعلامية والتطاول، وعندما تبحث عن شيء تعود منه بفائدة أو خبرة أو تجربة مميزة، لا تجد إلا ورقا مزخرفا مزدحما بالأسماء المنفذة، وربما الجيد لم يتم نشره.
عندما تبنينا ثقافة الجودة، وأصبح العمل للتسلية، وضاعت الأمانة، وقائد المؤسسة يصرح بصوت واثق بأنه يحب النميمة فجمعتي بمن يتقربون لي من المنافقين من أجل النميمة، وارتفعت جبال السجلات، وأُهدر الحبر والورق، وأصبح الجيد من يملك أكبر رصيد من الملفات الأنيقة حتى لو لا يملك بما يحتويه إلا المبلغ الذي دفعه لمن عدَّ له هذا الملف وهذا الكم من الورق المزخرف، تاهت التربية وتلاشى التعليم.
وإذا كنت صادقا وأمينا وتتساءل عن هدف أي برنامج يُراد تنفيذه، فلا تستغرب بعد ذلك أن تُفاجأ ببرنامج أو حدث صادم وسخيف جدا أمام الطلاب أو العملاء فليت يكون في الجدار فُرجة لتفرج عليك.
نحن في عالم الجودة ويُوسد الأمر لغير أهله : أَمَرَ صلى الله عليه وسلم بأن يُؤْكَل كُلُّ أمر إلى من هو أهله، وقال : “إذا وُسِّدَ الأمرُ إلى غير أهله فانْتَظِرِ الساعةَ”.
ونحن في عالم الجودة وبعض صُناع القرار عشوائيين، لا تعرف صفة لهم إلا التخبط والتشتت.
ونحن في عالم الجودة من يمدحني ويصفق لي فهو المستشار الأمين، والصديق الحميم الصادق المخلص المستحق لكل الامتيازات التي كانت مكفولة للمخلصين، وأصبحت للمنافقين.
ونحن في عالم الجودة لا يعلم الموظف ما المهام المُكلف بها، فالمعلم كل شيء وأي شيء إلا التعليم، والطالب قد يُحرم من حضور الحصة من أجل حفلة أو التدريب على مشهد أو أنشودة، وليت كان ذلك تدريب على مسابقة علمية على مستوى مدارس الحي أو المنطقة، ضاع التعليم في ظل تخبط الجودة.
لا نقول الجميع حتى لا نكون على سجادة فخمة كما يتوهم البعض، أو على رمال متحركة كما يتمناه الكثير.
والحديث عن الأنشطة حديث مرهق مُتعب فيه إهدار للوقت لأن لا قلوب تعي ولا أذان تصغي ولا أمل يُرتجى.
فقد كثرت الأنشطة المدرسية غير المخطط لها، فلا تجد هدفا ولا تغييرا لسلوك الطالب ولا كسبا لمهارة تميزه عن غيره في المستقبل.
فلا بأس هي جودة حديثة ألسنا تبنيناها من الغرب ؟ فلو كنا نسعى للجودة لكان ديننا الإسلامي التام الكامل مصدر لنا في كل شؤون حياتنا لماذا لا نقول إتقان وإحسان وأمانة وإخلاص.
لربما كان تأثيرها في النفس أقوى من لفظ جودة وهي في حقيقتها عند بعض الناس والمؤسسات فوضى. يا أهل الجودة أحيوا قيمة الإحسان قال تعالى : (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور).
وأحيوا قيمة الإتقان، فهذا هدي نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". "إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ". (فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ).
الإتقان والأمانة والإحسان تخطيط وتنظيم، ولنا في هذا الحديث منهجا : عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا وفي رواية فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ).
والجودة بمفهومها الحقيقي تكامل وتعاون وتواضع، فأين الجودة إذا لم يكن هناك تكامل بين أفراد المؤسسة الواحدة، وتعاون صادق بين المؤسسات والأقسام الأخرى بحسن ظن وإخلاص ومشورة وتبادل للخبرات وإبراز للمواهب، وتعريف بالجهود دون محاباة أو حسد وضغينة.
فكثير ما يتردد أن كل قسم وكل مؤسسة بمثابة جزء من الدار يريد الانفصال بل والاعتداء والهجوم، تنافس وحقد وتجاهل لجهود الآخرين، ولو أكتفوا بالتجاهل لشكرناهم وحمدنا خلق عدم تدبير المكائد وتشويه الأعمال، ووضع الكثير والعديد من العراقيل حتى يكون الكسر الذي لا جبر له، فحال كل قسم في المؤسسة الواحدة كالمتسابق الذي يريد أن يصل لخط النهاية، النهاية التي لا يعرفها.
كل هذا التدمير في الجودة ثم نجد من يُعدُّ ورشة عن النزاهة وكل أنشطة الورشة تُنفر من الجودة والنزاهة.

نسأل الله أن لا يكون هذا حصاد ذنوبنا وسيئات أعمالنا، وليس لنا إلا كما أمرنا الله عز وجل: {وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وقوله تعالى : {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ}.
أليس الاستغفار يجلب الخيرات والبركات للعبد ويدفع عنه البلاء يقول الله تعالى : {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)}.

وإذا أشتد بكم الأمر فعليكم بــ"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فإن لها فضلًا عظيمًا وخيرًا كثيرًا ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا. رواه أحمد في المسند, والحاكم في المستدرك وغيرهما, وصححه الألباني.

وأين الجودة لو كانت البطانة فاسدة أو ليست أهلٌ للمشورة أو يحكمها الهوى، ومن أتبع هواه ضل، وهو من فشل لفشل، وعماه يصور له أنه نجاح.
المطالبة بالجودة في المدارس، والبنية التحتية للمدارس والكليات منهارة، تُطالب الأستاذة بإنتاج فني دقيق وأنيق ومبهر وصورة زيتية ناطقة ولا توجد ورش فنية معدّة للرسم،
وإجبار المعلم على توظيف التقنية في التدريس ولا أجهزة حاسوبية ولا سبورات ذكية ولا الكثير والكثير وإذا وُجد القليل فانعدام الصيانة تجعلها أكثر ضررا وأشد شررا من ضياع للوقت وتفتيت للجهد وإهدار للمال.
مَن يطالب غيره بالجودة، فعليه أن يربي نفسه في جامعة (من عمل منكم عملا فليتمه) ويُكلف بمرحلة تدريبية كافية حتى يكون مؤهلا للقيادة، والقيادة كل من ارتضى بأداء مهمة من المدير إلى الغفير.
فلن نحتاج بعد هذا للمؤتمرات والعروض السينمائية، ومنسق للجودة، فنحن مسلمون فإذا لم نتربى على الإتقان والإحسان فلن نجد جودة حتى لو وضعوا ألف رقيب على كل قائد ورقيب وموظف، وما زال الأمل موجود فنحن العرب الذين قال عنهم الرسول : "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ".
وخير من كل الكلام قول الله عز وجل : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (الأحزاب : 72).