من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿2859﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

الكتب السماوية : (التوراة ــ الإنجيل ــ الزبور ــ القرآن) / صحف (إبراهيم ــ موسى).
● الكتب السماوية هي : (التوراة ــ الإنجيل ــ الزبور ــ القرآن).
۞ التوراة : أنزل الله عز وجل كتابه التوراة على موسى بن عمران عليه السلام وكلف الله اليهود حفظ التوراة فضيعوها، وحملهم التوراة فلم يحملوها بل زوروها وحرفوها.
وكما يجب علينا أن نؤمن أن التوراة هي كتاب الله النازل على موسى عليه السلام فإنه يجب أن نؤمن أن اليهود أضاعوا هذه التوراة، وأقدموا على تحريفها وتبديلها، ومن ثَمَّ نسخَها الله، ويجب أن نؤمن أن التوراة الموجودة الآن بين أيدي اليهود محرفة مبدلة، وليست كلام الله، ولا كتاب الله، وأنها مليئة بالأكاذيب والأباطيل، وأنه لا يجوز الإيمان بها؛ لأن البديل عنها هو القرآن الكريم، الصحيح الثابت المحفوظ، الباقي حتى قيام الساعة (1).

۞ الإنجيل : أنزل الله عز وجل كتابه الإنجيل على عيسى بن مريم عليه السلام، وفي شأنه يقول الله عز وجل في القرآن الكريم : (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (المائدة : 46).
وهذا هو الإنجيل الذي يؤمن به المسلمون، وهذه هي أوصافه، فيه الهدى والنور، وتوحيد الله عز وجل، كسائر الكتب التي أنزلت على الأنبياء، كما قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء : 25).
وهو ما كان ينادي به عيسى عليه السلام كبقية إخوانه من الأنبياء، حيث يقول لقومه - كما جاء في القرآن الكريم - : (وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ • إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) (آل عمران : 50 ـ 51).
أما الأناجيل المحرفة التي تضمنت من الخرافات والأباطيل والشرك ما لا يصدق عاقل أنه من عند الله تعالى.، هذه الأناجيل تضمنها ما يسمى بالعهد الجديد عند النصارى، وهو يحتوي على أناجيل كثيرة، ومشاهدات يوحنا، ورسائل بولس، والرسائل الكاثوليكية.
ومن بين هذه الأناجيل أربعة يتفق عليها معظم النصارى مع اختلافها وتناقضها، وهي : إنجيل لوقا، وإنجيل مرقص، وإنجيل يوحنا، وإنجيل بولس.
وخلاصة ما قاله المؤرخون في هذه الأناجيل وتحديد الزمان والمكان والكيفية التي كتبت بها، أن ذلك كله مجهول، فلم ينته الخلاف بعد حول كاتب كل إنجيل وزمن كتابته، والمكان الذي كتب فيه، واللغة الأصلية التي كتب بها، والجهة التي كتب لها، لدرجة أن أحد قساوستهم عند ما سئل عن مؤلف إنجيل يوحنا قال بالحرف الواحد : لا يعلم إلا الله وحده من الذي كتب هذا الإنجيل. (فهيم عزيز، مدخل إلى العهد الجديد).
وما يقال عن إنجيل يوحنا يقال عن بقية الأناجيل، وهذه الأناجيل المحرفة كانت من أعظم أسباب تحريف رسالة عيسى عليه السلام، التي هي في أصلها رسالة توحيد.
والحاصل أن المسلمين لا يعترفون إلا بإنجيل واحد، وهو كتاب الله الذي أنزله على عيسى عليه السلام.
أما النصارى فعندهم أناجيل كثيرة ألفها أصحابها المنسوبة إليهم.

۞ الزبور : أنزل الله عز وجل كتابه الزبور على داود عليه السلام. قال تعالى : (وآتينا داود زبوراً) (الإسراء : 55) قال ابن كثير : الزبور هو الكتاب الذي أوحاه الله إلى داود عليه السلام.
وقال القرطبي : الزبور كتاب داود وكان مائة وخمسين سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام، وإنما هو حِكَم ومواعظ. وكان داود عليه السلام حسن الصوت، فإذا أخذ في قراءة الزبور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحوش لحسن صوته. قال تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) (سـبأ : 10).
والفضل الذي أعطاه الله تعالى هو : النبوة والزبور والعلم والقوة وتسخير الجبال والحكم بالعدل وإلانة الحديد والصوت الحسن.
وداود عليه السلام أرسل إلى قومه بني إسرائيل.
قال الحافظ في الفتح : هو داود بن إيشا بن عوبد بن باعربن سلمون بن يارب بن رام بن حضرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام وهو إسرائيل .

۞ القرآن : أُنزل على محمد ـ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ.

■ صحف (إبراهيم ـ موسى) :
● صحف إبراهيم عليه السلام هي : الصحف التي أنزلها الله على نبيه إبراهيم عليه السلام ؛ غالب ما جاء فيها ـ كما قال أهل العلم ـ مواعظ وحكم وعبر.
● صحف موسى عليه السلام : فالذي أنزل الله تعالى على موسى هو التوراة. وقد سماها الله تعالى : صحفا في قوله تعالى : (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى • صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) (الأعلى : 18 - 19). ومن أهل العلم من ذهب إلى أن الصحف غير التوراة.

■ الواجب على المسلم تجاه الكتب السماوية / صحف (إبراهيم ـ موسى) :
الواجب على المسلم الإيمان بكل ما أنزله الله تعالى من الكتب على أنبيائه ورسله على وجه العموم، كما قال تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه ..) (البقرة : 285) وقال تعالى : (وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَاب) (الشورى : 15).
أما الإيمان بالكتب السماوية على وجه التفصيل، فلا يجب إلا بما أخبر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والإجماع منعقد على وجوب الإيمان بأربعة كتب هي : التوراة والإنجيل والزبور والقرآن، وبصحف إبراهيم وصحف موسى، قال تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ) (آل عمران : 3)، وقال تعالى : (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى • صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) (الأعلى : 18 - 19).
أما كون جملة ما أنزله الله من الكتب السماوية مائة كتاب وأربعة كتب، فقد ورد في حديث رواه ابن حبان في صحيحه، وكذا رواه ابن مردويه وعبد بن حميد وابن عساكر كما ذكر ذلك السيوطي في الدر المنثور، والقرطبي في التفسير كلهم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم كم كتاباً أنزل الله ؟ قال : مائة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ (إدريس) ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، في حديث طويل جداً، وهو حديث باطل بل موضوع، فإن في سنده كذاباً، قال الهيثمي في موارد الظمآن، بعد إيراده للحديث : في سنده إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال أبو حاتم وغيره : كذاب. فالحديث لا تقوم به حجة والحمد لله على توفيقه وإحسانه (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ (1) قصة الإسلام.
■ (2) إسلام ويب.

|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.