أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مثلث الكوتش ﴿4508﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد محمد الصحفي.
إجمالي القراءات : ﴿3748﴾.
عدد المشــاركات : ﴿104﴾.

تأملت كثيراً هذا الحديث ووجدت أن إتقان العمل لا يتم إلا إذا كان من يقوم بالعمل محباً له. وفي الحديث الشريف إشارة خفية ومهمة؛ حيث لم يحدد العمل هل هو لك أم لغيرك ؟! أي أننا مطالبون بإتقان العمل سواء كان يخصنا أو لا يخصنا.
وكما أن الحب يسمو بأرواحنا، فيصبح من طبعنا حين نحب الإحسان للنفس وللآخرين وللأشياء، فإن العمل بحب يجعل سلوكنا لا يخرج عن هذا الإطار؛ فنصبح كالمطر أين ما وقع نفع، وكالورد أين ما وجد فاح شذاه على الجميع، ونحقق ما دعا له القرآن من عمارة للأرض ومنفعة للناس. من أجمل وأرقى المشاعر إحساسك بالقدرة على أداء العمل بإتقان، وتتويج ذلك بالقيام به فعلاً.

■ قرأت قصة أعجبتني :
تتحدث عن نجار كبير في السن يقوم ببناء المنازل، وأراد أن يتوقف عن العمل ليعيش ما تبقى له من عمر بين أبنائه، ولكن مديره رفض ذلك ولكنه أصر على التقاعد.
فقال له المدير : لي عندك رجاء أخير؛ وهو أن تبني منزلاً أخيراً وبعدها أحيلك للتقاعد ! فوافق النجار على مضض. وبدأ النجار بالعمل بسرعة حتى ينتهي من العمل ليرتاح؛ وكان عمله غير جيداً والمواد التي اختارها رديئة، والتنفيذ يفتقد للجودة. وحين انتهى من بناء المنزل كاملاً، وسلم المفتاح للمدير، قال له المدير مبتسماً : إن هذا المنزل هو هديتي لك نظير السنوات الطوال التي خدمت بها المؤسسة. فصعق النجار؛ وندم ندماً شديداً لعدم إتقانه بناء المنزل !! وتمنى لو أنه أجاد بنائه، ولكنه يعلم بأنه لم يكن يعمل بحب في بناء هذا المنزل.

لا يخفى علينا أن العمل بحب يقودنا للإتقان، وأن حب العمل يقودنا للإنجاز، حتى المشاعر التي تدفعنا للقيام بسلوك معين، متى ما أحببناها، فإننا نجيد ونتقن التعامل مع أنفسنا ومع الآخرين، والكثير من المختصين والمفكرين يعتبرون التعامل مع الآخرين سلوكاً مادياً (أي يعتبرونه فعلاً وعملاً) يمارسه الفرد ويخضع للقياس والجودة، فمتى ما أحببنا الصدق والأمانة والعدل والإحسان والصبر، فإننا بلا شك سنمارس هذه القيم بإتقان ونتمثلها بإحسان منقطع النظير، وبجودة عالية. دمتم متقنين في حبكم، ومحبين لعملكم.
■ د. عبدالرزاق كسار.