من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مثلث الكوتش ﴿4494﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالله علي الخريف.
إجمالي القراءات : ﴿5486﴾.
عدد المشــاركات : ﴿27﴾.

قياس أثر التدريب التربوي .. هبّت الريح فمحت الخطى فوق الرمل !
■ يا عسى كل من تعب يلقى ثماراً, ولكنّ الأماني وحدها لا تصنع النتائج, وكل الذين يحرثون الأرض ويضعون البذور ثم لا يتبعون ذلك بالسقي المستمر والرعاية فلن يجنوا شيئاً هذا إذا افترضنا أن تلك البذور كانت صالحة.
إن الوقت الذي يتم الحديث خلاله عن جدوى التدريب مضى، وإن التدريب التربوي لم يعد ترفاً بل أصبح حاجة لازمة لا تستدعي التأخير ولا المماطلة.
ولكنّ التدريب الآن كواقع تربوي قائم, وكممارسة تحظى بالكثير من الدعم اللوجستي والمعنوي والدعاية الجميلة وكل الثياب الحسنة التي يرتديها هل هو كما يجب. هل هذا الذي يمارس الآن تجارياً أو حكومياً في القاعات ويعلن لأجله في الصحف ومواقع النت وكل الوسائل المتاحة وتنفق لأجله الميزانيات وتفرغ لعينيه القاعات وتطرز له الشهادات ذات الأغلفة المزركشة. هل هذا هو التدريب الذي يعد أحد أهم ركائز التنمية البشرية والذي يعوّل عليه في رفع كفاءة الواقع الميداني وتحويله على مر السنوات القادمة إلى واقع متميز بل مثالي ؟
وقبل ذلك كله هل مثل تلك التساؤلات مباحة بل ممكنة وسائغة, وهل يمكن أن نجد لها إجابات رقمية مقنعة تخرج من عوالمنا الانطباعية والمزاجية والإنشائية لتدخلك في جو رقمي محدد عبر دراسات دقيقة مميزة تابعت ورصدت عن كثب ووضعت اليد ذات الحساسية المفرطة فوق الجسد النابض، هل الكلمات التي سأكتبها الآن - أيضاً - انطلقت من قياس دقيق ودراسة رصينة أم أنها لا تعدو تجليات نظرية فقيرة من تربوي استباح الحديث بهكذا أسلوب عن التدريب لأنه فقط يملك كما ربما يعتقد نية خالصة للتغيير ورغبة صادقة في حفز كل التربويين والمعنيين بالتدريب أن يتوقفوا عن إنفاق المزيد من الجهود والأموال لأنها وبكل أسف لا تعني شيئاً في ظل غياب منهج دقيق وعملي يحدد الحاجات ثم يخطط لتلبيتها ثم يقيس أثر تنفيذ ما تم التخطيط له على مدى وقت طويل وجهد متميز.
إنني عبر هذا المقال أخاطب كل التربويين وكل المعنيين بالتدريب بلغة أسيفه لم أجد إلا هي لأسباب كثيرة هذه بعضها عبر نظرة عامة لا ترافقها - كما سبق - أية دراسات أو بحوث وتتلخص في النقاط التالية التي أطرحها كتساؤلات للوقوف بصدق أمام واقع التدريب لدينا :
كم عدد الدراسات الميدانية التي قاست أثر التدريب ولو عبر برنامج تدريبي واحد ورصدت الواقع والميدان عبر الذين خضعوا للتدريب سواء كانوا معلمين أو غيرهم وقاست بلغة رقمية دقيقة مدى نجاح أو إخفاق البرنامج التدريبي في صناعة التطوير والتغيير للأفضل ؟
هل يمكننا أن نعثر على برنامج تدريبي صمم وصنعت حقيبته منذ البداية بناء على حاجات المتدربين العملية وبعد رصد لأهم النقاط الدقيقة التي سيسهم البرنامج التدريبي في علاجها ؟
هل تمت صناعة الحقيبة التدريبية في كل البرامج التدريبية بناء على منهج تدريبي مقنن أم أنها كانت مجرد وسيلة ثانية ارتدت ثياب التدريب خطئا لتقدم المحاضرة أو الموعظة في ثياب تدريبية !
هل هناك أسس وقواعد ومواصفات مسبقة يمنح على اعتبارها المدرب هذه الصفة الغالية أم أنه يكفي أن يخبرنا عبر ورقة تسمى (شهادة) أنه سبق أن التحق بهكذا برنامج وأن ذلك يخوله أن يعيد تقديمه ولو أنه لا يملك من صفات المدرب إلا النجاح في التعامل مع السبورة الإلكترونية أو برنامج الـ (PowerPoint) ذائع الصيت !
هل يكفي أن يوقع المتدرب ضمن قائمة الحضور ليكون مؤهلاً وحاصلاً على شهادة (اجتياز) ويخبر الجميع أنه ضم إلى ملفه المقرب ورقة جديدة ربما منحته خطوات للأمام في عالم جمع الوثائق !

كل هذه التساؤلات وأكثر أرددها بأسى مع كل المعنيين بالتدريب وأعلم أن المشوار طويل وأننا في البداية ربما وأننا نحتاج إضافة إلى النوايا الحسنة والتطلعات الكبيرة إلى حزم في كل الأمور لا يقصد به بطبيعة الحال أن نقوم بدور مشابه لما يقوم بها السجان الذي يتعامل مع مجرمين ولكننا في النهاية سنكتشف أننا ضيّعنا سنوات طويلة وأنفقنا ميزانيات ضخمة لكنّ العائد لا يوازي كل ذلك.
طيّب الله أوقاتكم بذكره.