من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالرحمن يوسف النصار.
إجمالي القراءات : ﴿3435﴾.
عدد المشــاركات : ﴿4﴾.

نيابة عن الآباء : من يعيرني جرافة ؟ (المقاصف المدرسية).
■ لا تستغرب أخي الكريم، نعم أبحث عن من يعيرني جرافة لأجرف (مافيا) المقاصف في المدارس؛ وأجعلها أنقاضاً وأقف على أنقاضها سعيداً متشفياً في خلاص أبنائنا منها. فبقاء المدرسة أيها الكرام بلا مقصف ارحم من وجودها لتبقى (تفترس) أبناءنا بهذا الشكل، فماذا استفاد أبناؤنا منها ؟ الجواب : لا شيئ، ولكن المستفيد أولاً وعاشراً المتعهد (المفترس) ثم بمراحل إدارة المدرسة، ثم صندوق التعليم في الإدارة لدعم الأنشطة المختلفة.

قد يقول قائل : لماذا هذه النظرة السوداوية ؟
إن عقد المتعهد مع أدارة المدرسة يلزمه بتقديم وجبات غذائية للطلاب باشتراطات صحية ولكن هذا غير متحقق بدرجة كبيرة، فكثير من مقاصفنا لا تطبق إلا القليل من الشروط الصحية، وهدفها مادي 1000.000X100 00 وكلما ارتفع أجارها كلما زادت ضراوة في الربح بأرخص الوجبات على حساب طلاب المدرسة المساكين, وخاصة في مدارس البنات حيث يتضاعف السعر, وبكل أسف أن ذلك يجري على مرأى مديري المدارس، وكأن الأمر لا يعنيهم طالما استلموا أجرة التشغيل للمقصف, وأما ما يقدم لأبنائنا فهو رديء وليست فيه أي قيمة غذائية بل أضراره الصحية على الطلاب كبيرة، ساهمت في إيجاد السمنة أو فقر الدم.
يا كرام : تدركون ـ تماماً ـ أن أبناءنا الطلاب خاصة في هذه المرحلة العمرية بحاجة إلى وجبات صحية ذات قيمة غذائية عالية تساعدهم على النمو السليم الصحي، وهذا ما أكده التقرير الذي أصدره برنامج الأغذية العالمي عن الأهمية البالغة للتغذية المدرسية في إبقاء الأطفال في المدارس، وتحسين مستواهم التعليمي وصحتهم، وتعزيز الأمن الغذائي. ويقول التقرير الذي جاء بعنوان (إعادة النظر في برامج التغذية المدرسية : شبكات الأمان الاجتماعي، ونمو الطفل، وقطاع التعليم) إن برامج التغذية المدرسية تساهم في العناية بصحة الطلاب، وفي زيادة نسبة الحضور بالمدارس، وتساعد الأطفال في التعلم بصورة أكثر فاعلية، وتحفز على تحسين الأداء داخل الفصول الدراسية، ولكن ما حال أبناؤنا مع المقاصف مع اليوم ؟ أحدثكم من واقع أعيشه وأتوقع أن يلمسه كثير من الآباء أو ممن يعمل في المدارس. ابنتي الصغيرة ((بالصف الرابع)) تأخذ مصروفها اليوم فلا تشتري به إلا (الجمبري والشيبس) وعلاوة على ذلك تطلب مزيداً من المصروف لتجمع الصور التي في أكياسها وتأتي للمنزل ظهراً؛ ولا تريد غداء، وعند سؤالها : لماذا ؟ ماذا أكلتي يا صغيرتي ؟ فتجيب ببراءة : شيبس جمبري واسكريم غندور (وهي مصبغات مثلجة) وعصير (صناعي كالماء تركيزه 10%).
ابني في المرحلة المتوسطة / لا يريد أيضاً وجبة غداء، لماذا ؟ فيجيب : بعد خروجي من المدرسة أكلت في كافتريا بجوار المدرسة ؟ لأني كنت جائعاً فمقصف المدرسة (مقرف) فوجباته سيئة وباردة، وعصائره أسوأ والفلوس حرام فيها.

■ صورة لمقاصفنا :
غالباً غرف صغيرة بعضها شعبي؛ أو مستودع به فتحات من كل جهة تسمح بدخول الحشرات؛ تسيطر عليه (عمالة أسيوية أو عربية مجاورة)، به أكوام من كرتونات الجمبري الشيبس، حلويات وسكريات أشكال وألوان، لا يلتزم أكثر العمال باللباس الصحي المطلوب، عصائر رخيصة تركيزها غالباً 10%، طاولات قديمة، فتحات للبيع كأنها للمساجين؛ يتصارع الطلاب أمامها من اجل شراء ساندويتش بارد به رائحة للجبن أو البيض و .. الخ، هذه مقاصف مدارسنا، فهل أجد من يعيرني جرافة ؟

■ الحلول :
لتحقيق الصحة الغذائية لأبنائنا الطلبة الحل في الآتي :
● الأول : أن تُسند إدارة التربية والتعليم تشغيل المقاصف لمتعهد واحد يلتزم بتطبيق الشروط الصحية للمقاصف المدرسية.
● الثاني : إن لم يتحقق الحل الأول، أنصح نصيحة أب غيور ومشفق على الطلبة أن يقوم البيت بتزويد الأبناء بسندويتشات منزلية، وحليب أو عصير نسبة تركيزه عالية, فذلك ارحم من تركهم تحت رحمة مقاصف تجارية، تتاجر وتضر بصحة أبنائنا.

■ هل تعلم ؟
1 ـ في كثير من الدول المتقدمة تخضع الوجبات المدرسية للوائح مشددة من الحكومة، حيث تصمم أنماط الوجبات وفقاً للهرم الغذائي، وتحرص على تزويد الطلاب صباحاً بثلث احتياجاتهم من العناصر الغذائية الرئيسة في الإفطار المدرسي (ويتبقى ثلثين في المنزل مع وجبتي الغداء والعشاء)، ولقد كان لبرنامج خدمة تقديم الطعام بالمدارس دور بارز في مساعدة الطلاب على اختيار الأغذية الصحية المناسبة، وتقديم وجبات غذائية جذابة للطلاب، مع التوجيهات والإرشادات الغذائية المناسبة.
2 ـ أن في أدارة التربية والتعليم (مشرف واحد فقط) يشرف على مقاصف قرابة 400 مدرسة ؟ فهذا مؤشر كبير وخطير على عدم الاهتمام بالمقاصف (بل) بالصحة الغذائية لأبنائنا.

■ والسؤال المهم :
هل أبناؤنا أرخص من أبناء الآخرين ؛ وهل نحن من دول العالم الثالث، لا نمتلك إمكانات مادية وعلمية ؟

■ رسالة للتذكير :
يقول عليه السلام (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، أعان الله الجميع على حمل الأمانة.