×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • الثقافة الإعلامية : الثقافة العامة.
    • سمية مسرور أول إعلامية مغربية تطرح بكل جرأة قضايا الاحتضان والكفالة في العالم العربي في حوار خاص.
    • عذاب قوم هود : تنوع التعبير ووحدة المعنى - تأملات.
    • علي بن أبي طالب : الخليفة الرابع.
    • الثقافة التسلسلية : الثقافة العامة.
    • إدارة الأزمات : الأزمة التعليمية - أنموذجاً.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الجنائية.
    • المملكة العربية السعودية : التاريخ.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الإدارية.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الطلابية.

    الرئيسية.

    ■ 19- قسم : الثقافة التوثيقية.

    فاطمة صالح باهميم
    فاطمة صالح باهميم.
    إجمالي المشاركات : ﴿21﴾.
    1446/03/08 (02:15 صباحاً).

    من خبراتي : قلبُّك ليس ملكك.

    ■ هذا وهذه يسعى كل منهما لنيل ما يتمناه حتى يستولي على قلبه فتضعف قواه وينصرف ثلاثة أرباع القلب لأمانيه وهواه. ويشتد الأمر حتى تسعى الجوارح لإرضاء من أحبه القلب وهام فيه.
    فيلتذ الحديث وكأنه عسل من الجنة عمن أخذ بمجامع القلب، ويحتار العقل كيف يتصنع ويتفنن في عجائب ما يسعد المحبوب ويقربه ويبقيه أبد الدهر. فلا تنظر العين إلا إلى ما يشتهيه المحبوب ويُسخر المال لشراء رضاه، ويتلاشى البشر فلا يعد في الكون إلا هذا المحبوب الذي أصبح إله والعياذ بالله فلا إله إلا الله.
    هذا وتلك أصبحا أسيران وحكما على أنفسهما بالسجن المؤبد وسجانهما هذا المحبوب؛ الذي لا يزداد بالعطاء والحب إلا أن يكون طاغيا وجلّادا وسجّانا؛ لا تأخذه رحمة ولا رأفة ولا إنسانية بمن أحب وجعل القلب له عبدا.
    أي بلاء يرمي الإنسان بنفسه في مستنقعه!
    وأي حرمان يعيش فيه!
    وبعد كل ذلك لا ينال ممن جعله حاكما على قلبه ونفسه وحياته وعقله إلا الجحود والنكران، إلا النرجسية السامة التي تتغذى على إذلال وانكسار ودموع من أحبه.
    وكل من يعاني من ظلمة كهفه الضيق المظلم الذي أدخل نفسه فيه فرحا وانتصارا موهوما؛ يبحث متخبطا عن مدخل الكهف الذي تم غلقه ولن يخرج منه إلا زاحفا متجرحا متألما وفي قلبه هذا الكم الهائل من الظلام.

    يا مَن قيدت يديك وقدميك من أجل إنسان مثلك قلبه متقلب وضميره متذبذب؛ لن تجد حلا إلا بتطهير قلبك الذي ظننته ملكك وهو ملك لله ولا ينبغي أن يكون فيه إلا الله ولا ينبض إلا لله.
    خروجك من ظلام الحب ليس بالدموع ولا الحلول الإبداعية؛ بل بإرجاع ما لم تملكه إلى من يملكه وهو الله عز وجل.
    الأماني الدنيوية من حب وعشق ومال ولهو؛ هي عفن يضرب جزء من القلب ويزداد كلما أهمله صاحبه؛ بل ومنحه المزيد من مساحات قلبه فلا حدود ولا خطوط حمراء، ولسان حاله يقول هاك كل الأرض مستباحة لك فأعبث بها ما شئت وكيفما شئت ولا تترك من عمارها شيئا إلا أهلكته وخربته ودمرته.
    ولا شفاء ولا ترميم ولا خروج من النفق ولا هواء نقي تتنفسه؛ إلا بالعودة لمالك القلب وهو الله استغفره أنك استوليت على ما ليس تملكه ومنحته لعبد مثلك ، وتب إلى الله وتوسل إليه وأدعوه دعاء المنكسر الذليل على ظلمك لقلبك؛ ظلم العابث والمهمل والمعين على الظلم.

    ولقد وجدت في كلام من ألهمه الله الحكمة تفصيلا بكلمات قليلة، وهذا ابن القيم رحمه الله يقول: وَهَلِ العَذابُ إلّا عَذابُ القَلْبِ؟ وَأيُّ عَذابٍ أشَدُّ مِنَ الخَوْفِ والهَمِّ والحُزْنِ، وضِيقِ الصَّدْرِ، وإعْراضِهِ عَنِ اللَّهِ والدّارِ الآخِرَةِ، وتَعَلُّقِهِ بِغَيْرِ اللَّهِ، وانْقِطاعِهِ عَنِ اللَّهِ، بِكُلِّ وادٍ مِنهُ شُعْبَةٌ؟ وَكُلُّ شَيْءٍ تَعَلَّقَ بِهِ وأحَبَّهُ مِن دُونِ اللَّهِ فَإنَّهُ يَسُومُهُ سُوءَ العَذابِ. فَكُلُّ مَن أحَبَّ شَيْئًا غَيْرَ اللَّهِ عُذِّبَ بِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ في هَذِهِ الدّارِ، فَهو يُعَذَّبُ بِهِ قَبْلَ حُصُولِهِ حَتّى يَحْصُلَ، فَإذا حَصَلَ عُذِّبَ بِهِ حالَ حُصُولِهِ بِالخَوْفِ مِن سَلْبِهِ وفَواتِهِ، والتَّنْغِيصِ والتَّنْكِيدِ عَلَيْهِ، وأنْواعٍ مِنَ العَذابِ في هَذِهِ المُعارَضاتِ، فَإذا سُلِبَهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِ عَذابُهُ، فَهَذِهِ ثَلاثَةُ أنْواعٍ مِنَ العَذابِ في هَذِهِ الدّارِ).

    اللهم لا تجعل في القلب سواك ولا يستأنس إلا بذكرك والحديث عنك والطمأنينة في رضاك، ولا تجعل للقلب ربيعا إلا كلامك وكتابك العظيم القرآن الكريم.
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.