محمد عبدالعزيز الحارثي.
عدد المشاركات : 32
1442/08/30 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات : ﴿﴿5208﴾﴾
التربية الحوارية : مذاق التقوى.
◄ (الذّوق) هذه الْكَلِمة بتصرِيفَاتها النّحوية والصّرفيّة استخدمها العربيُّ بمدلولاتٍ مُتَنوّعة قد تكون إيجابيّة جميلة أو سلبيّة مُؤلمة ومن ذلك قولُ الشّافعي – رحمه الله تعالى - :
وَمَنْ يَذُقِ الدنيا فـإنّي طَعِمْتُها ● ● ● وسيق إلينا عذْبُها وعذَابُها
■ وقال آخر في الحبّ :
قد دعاه الهوى فلبَّاه قلبي ● ● ● فدَعاني ولا تُطِيلا مَلامِي
إنَّ مَن ذاقَ ــ نَشْوةَ الحُبِّ ــ يومًا ● ● ● لا يُبالي ... بكثْرة الُّلوَّامِ
ومّما قِيل في الذّوق أنّ المعنى الأصلي هو عن طريق الحاسة التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الّلسان لتذوق الطّعام والشراب وترتبط ارتباطًا وثيقًا بحاسّة ِالشّم ثم استُعيرَ المعنى الأصلي إلى معانٍ أخرى.
النّفسُ يا أحبّتِي في هذه الحياة الدّنيا بين مذاقات مختلفة من الأفراح والأتراح وسيأتي يوم تذهب كلّ هذه المذاقات ولن تذوق إلّا مذاقًا واحدًا قال تعالى في سورة آل عمران: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ}؛ لا أحد يحبُّ الموت ولكنّ العجيب أنّ البعض يصيبه الهلع عند ذكره ولو علم الحكمة من تكراره في نصوص الوحيين لتغيّر حاله. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أَكثِروا ذِكرَ هادِمِ اللَّذَّاتِ)
إنّ تذكّر الموت يهدم الّلذّات إلا لذّة الطّاعات، ويبعد عن النّفس ما يكدّرها من الهموم والأحزان ولا يكون ذلك إلّا لأصحاب القلوب الحيّة من المؤمنين فكلّما ذكروا الموت أقبلوا على الله بالذّكر والعبادة والبر حتّى تطمئن نفوسهم وترتاح قلوبهم حينئذٍ سوف يستمتعون بحياتهم ويعملون لمعادهم مهما كان الكَبَد.
ذكْرُ الموتِ يحيي في المؤمن الاستحياء منَ الله حقّ الحياء فيستعد للقائِه بالتّقوى التي محلّها القلب لذلك ذكَرَ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ التّقوى هي رأسُ الأمرِ كُلِّه؛ فكما أنّ الجسدَ لا يستطيع العيشَ إلا بالرأس فكذلك المؤمن لا يمكن أن يحيَا حياةً طيبةً إلًا بتقوى اللهِ بفعلِ أوامره وترك نواهيه؛ ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنّ أنعم علينا بشهر التقوى لِنُحقِّقَ فيه هذه العبادة العظيمة قال تعالى في سورة البقرة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
من استقرت التقوى في قلبه اطمئن فؤاده وابتسمت حياته ونال من التوفيق والتسديد حظا وفيرا لأنه يمشي في هذه الدنيا بنور الله.
■ كيف يكون جمال التّقوى ؟
هل التّقوى للمؤمن كشجرة الزيزفون عندما يعانق النّدى أوراق الزهر فتأتِ نسائم الصباح لتنثر عبقها في كلّ تفاصيل المكان أم هي كربيع صباح القرية عندما تخرج من بيتك لترى الضباب يُكحِّلُ رؤوس الأشجار ولا صوت يعلو فيها إلا همس هديل القماري وتغريد العندليب، ورذاذ المطر يصافح أشجار التين، ويداعب الياسمين ؟!
إنّ التقوى أجمل من هذا بكثير .. أجمل من كل جمال الدّنيا .. لا يعرفها إلا من ذاق طعم حلاوة الإيمان؛ اللهم اجعلنا من المتقين.
|| محمد عبدالعزيز الحارثي : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات : ﴿﴿5208﴾﴾
التربية الحوارية : مذاق التقوى.
◄ (الذّوق) هذه الْكَلِمة بتصرِيفَاتها النّحوية والصّرفيّة استخدمها العربيُّ بمدلولاتٍ مُتَنوّعة قد تكون إيجابيّة جميلة أو سلبيّة مُؤلمة ومن ذلك قولُ الشّافعي – رحمه الله تعالى - :
■ وقال آخر في الحبّ :
ومّما قِيل في الذّوق أنّ المعنى الأصلي هو عن طريق الحاسة التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الّلسان لتذوق الطّعام والشراب وترتبط ارتباطًا وثيقًا بحاسّة ِالشّم ثم استُعيرَ المعنى الأصلي إلى معانٍ أخرى.
النّفسُ يا أحبّتِي في هذه الحياة الدّنيا بين مذاقات مختلفة من الأفراح والأتراح وسيأتي يوم تذهب كلّ هذه المذاقات ولن تذوق إلّا مذاقًا واحدًا قال تعالى في سورة آل عمران: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ}؛ لا أحد يحبُّ الموت ولكنّ العجيب أنّ البعض يصيبه الهلع عند ذكره ولو علم الحكمة من تكراره في نصوص الوحيين لتغيّر حاله. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أَكثِروا ذِكرَ هادِمِ اللَّذَّاتِ)
إنّ تذكّر الموت يهدم الّلذّات إلا لذّة الطّاعات، ويبعد عن النّفس ما يكدّرها من الهموم والأحزان ولا يكون ذلك إلّا لأصحاب القلوب الحيّة من المؤمنين فكلّما ذكروا الموت أقبلوا على الله بالذّكر والعبادة والبر حتّى تطمئن نفوسهم وترتاح قلوبهم حينئذٍ سوف يستمتعون بحياتهم ويعملون لمعادهم مهما كان الكَبَد.
ذكْرُ الموتِ يحيي في المؤمن الاستحياء منَ الله حقّ الحياء فيستعد للقائِه بالتّقوى التي محلّها القلب لذلك ذكَرَ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ التّقوى هي رأسُ الأمرِ كُلِّه؛ فكما أنّ الجسدَ لا يستطيع العيشَ إلا بالرأس فكذلك المؤمن لا يمكن أن يحيَا حياةً طيبةً إلًا بتقوى اللهِ بفعلِ أوامره وترك نواهيه؛ ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنّ أنعم علينا بشهر التقوى لِنُحقِّقَ فيه هذه العبادة العظيمة قال تعالى في سورة البقرة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
من استقرت التقوى في قلبه اطمئن فؤاده وابتسمت حياته ونال من التوفيق والتسديد حظا وفيرا لأنه يمشي في هذه الدنيا بنور الله.
■ كيف يكون جمال التّقوى ؟
هل التّقوى للمؤمن كشجرة الزيزفون عندما يعانق النّدى أوراق الزهر فتأتِ نسائم الصباح لتنثر عبقها في كلّ تفاصيل المكان أم هي كربيع صباح القرية عندما تخرج من بيتك لترى الضباب يُكحِّلُ رؤوس الأشجار ولا صوت يعلو فيها إلا همس هديل القماري وتغريد العندليب، ورذاذ المطر يصافح أشجار التين، ويداعب الياسمين ؟!
إنّ التقوى أجمل من هذا بكثير .. أجمل من كل جمال الدّنيا .. لا يعرفها إلا من ذاق طعم حلاوة الإيمان؛ اللهم اجعلنا من المتقين.
|| محمد عبدالعزيز الحارثي : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ (الذّوق) هذه الْكَلِمة بتصرِيفَاتها النّحوية والصّرفيّة استخدمها العربيُّ بمدلولاتٍ مُتَنوّعة قد تكون إيجابيّة جميلة أو سلبيّة مُؤلمة ومن ذلك قولُ الشّافعي – رحمه الله تعالى - :
وَمَنْ يَذُقِ الدنيا فـإنّي طَعِمْتُها ● ● ● وسيق إلينا عذْبُها وعذَابُها
■ وقال آخر في الحبّ :
قد دعاه الهوى فلبَّاه قلبي ● ● ● فدَعاني ولا تُطِيلا مَلامِي
إنَّ مَن ذاقَ ــ نَشْوةَ الحُبِّ ــ يومًا ● ● ● لا يُبالي ... بكثْرة الُّلوَّامِ
إنَّ مَن ذاقَ ــ نَشْوةَ الحُبِّ ــ يومًا ● ● ● لا يُبالي ... بكثْرة الُّلوَّامِ
ومّما قِيل في الذّوق أنّ المعنى الأصلي هو عن طريق الحاسة التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الّلسان لتذوق الطّعام والشراب وترتبط ارتباطًا وثيقًا بحاسّة ِالشّم ثم استُعيرَ المعنى الأصلي إلى معانٍ أخرى.
النّفسُ يا أحبّتِي في هذه الحياة الدّنيا بين مذاقات مختلفة من الأفراح والأتراح وسيأتي يوم تذهب كلّ هذه المذاقات ولن تذوق إلّا مذاقًا واحدًا قال تعالى في سورة آل عمران: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ}؛ لا أحد يحبُّ الموت ولكنّ العجيب أنّ البعض يصيبه الهلع عند ذكره ولو علم الحكمة من تكراره في نصوص الوحيين لتغيّر حاله. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أَكثِروا ذِكرَ هادِمِ اللَّذَّاتِ)
إنّ تذكّر الموت يهدم الّلذّات إلا لذّة الطّاعات، ويبعد عن النّفس ما يكدّرها من الهموم والأحزان ولا يكون ذلك إلّا لأصحاب القلوب الحيّة من المؤمنين فكلّما ذكروا الموت أقبلوا على الله بالذّكر والعبادة والبر حتّى تطمئن نفوسهم وترتاح قلوبهم حينئذٍ سوف يستمتعون بحياتهم ويعملون لمعادهم مهما كان الكَبَد.
ذكْرُ الموتِ يحيي في المؤمن الاستحياء منَ الله حقّ الحياء فيستعد للقائِه بالتّقوى التي محلّها القلب لذلك ذكَرَ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ التّقوى هي رأسُ الأمرِ كُلِّه؛ فكما أنّ الجسدَ لا يستطيع العيشَ إلا بالرأس فكذلك المؤمن لا يمكن أن يحيَا حياةً طيبةً إلًا بتقوى اللهِ بفعلِ أوامره وترك نواهيه؛ ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنّ أنعم علينا بشهر التقوى لِنُحقِّقَ فيه هذه العبادة العظيمة قال تعالى في سورة البقرة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
من استقرت التقوى في قلبه اطمئن فؤاده وابتسمت حياته ونال من التوفيق والتسديد حظا وفيرا لأنه يمشي في هذه الدنيا بنور الله.
■ كيف يكون جمال التّقوى ؟
هل التّقوى للمؤمن كشجرة الزيزفون عندما يعانق النّدى أوراق الزهر فتأتِ نسائم الصباح لتنثر عبقها في كلّ تفاصيل المكان أم هي كربيع صباح القرية عندما تخرج من بيتك لترى الضباب يُكحِّلُ رؤوس الأشجار ولا صوت يعلو فيها إلا همس هديل القماري وتغريد العندليب، ورذاذ المطر يصافح أشجار التين، ويداعب الياسمين ؟!
إنّ التقوى أجمل من هذا بكثير .. أجمل من كل جمال الدّنيا .. لا يعرفها إلا من ذاق طعم حلاوة الإيمان؛ اللهم اجعلنا من المتقين.
|| محمد عبدالعزيز الحارثي : عضو منهل الثقافة التربوية.