من أحدث المقالات المضافة في القسم.

د. أحمد محمد أبو عوض عدد المشاركات : ﴿716﴾ التسلسل الزمني : 1440/03/15 (06:01 صباحاً) عدد القراءات : ﴿2091﴾

قراءة موضوعية في الهندسة التربوية (3).
المدرسة المشّائيّة : تسمى أحيانًا: الحكمة المشّائيّة) هي مدرسة فلسفية في اليونان القديمة، استمدوا أفكارهم من مؤسس تلك المدرسة الفيلسوف اليوناني أرسطو، الذي سماه تلاميذه المشّاء. استمدت المدرسة اسمها من كلمة Peripatos، والتي تعني أروقة مدرج الألعاب الرياضية في أثينا، حيث كان أعضاء تلك المدرسة يجتمعون. وهناك كلمة يونانية أخرى مماثلة peripatetikos تشير إلى فعل المشي، والصفة peripatetic التي تعني ”المشّاء“. بعد وفاة أرسطو نشأت أسطورة أنه كان محاضرا ”مشّاء“، فحلت التسمية "Peripatetikos" محل الكلمة الأصلية "Peripatos".
نشأت المدرسة عام 335 ق.م.، عندما سَئِمَ أرسطو من خلافة أفلاطون في رئاسة الأكاديمية، استأجر مكانا في منطقة تقع خارج مدينة "أبولو لوقيوس"، ولماذا استأجرها فقط ولم يملكها، لأنه كان أجنبيا عن دولة أثينا، وتقول المصادر أنه سجلها باسم أحد تلاميذه "ثيوفراسطس". وكان الأسكندر ـ تلميذه القديم ـ قد أوصى جميع عماله وبساتينه أن يقدموا لأرسطو جميع العينات الحية التي يعثرون عليها في الأراضي التي يغزونها، فتوفرت لدى أرسطو أعدادا هائلة من الأنواع النباتية والحيوانية، حينها تولدت لدى أرسطو فكرة أن يضعها على اليمين واليسار كما يعلق بعضها، ولكثرة العينات، أخذ أرسطو يعيد هذه العملية ويترك بين هذه الكائنات ممرات صغيرة استغلها للسير، فصارت عادة لديه ووسيلة بيداغوجية يشرح لطلابه صفات هذه الكائنات وهو يمشي، فسميت مدرسة أرسطو (اللوقيون) بالمشائية. استمر تلاميذ أرسطو ثيوفراستوس وستراتو في اتباع ذلك النهج في استكشاف النظريات الفلسفية والعلمية، ولكن بعد منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، بدأت المدرسة تُهمل، ولم تعود لتزهو حتى العصر الروماني، حيث ركّز أعضاء المدرسة على الحفاظ على أفكارها والتعليق على أعمال أرسطو بدلاً من توسيع نطاقها، لتختفي المدرسة في النهاية في القرن الثالث الميلادي
وذلك أن باليابان تعتبر السنوات الأولى الست بالمرحلة الابتدائية عبارة عن تربية أخلاقية وتعاون الآخرين وليس بها أية حصة بالعلوم المعرفية الأخرى - وذلك ليعرف الطالب انه أولا لخدمة وطنه الخاص (اليابان أولا بل عندهم كأن تراب اليابان ربهم – حاشا لله تعالى) بتلك الدولة والإنسانية عامة ثم نفسه وأهله أي عدم الأنانية ليكون له كل تفكير بأي اختراع مشترك مع الجماعة - وصدق الحكيم العربي القائل : يد الله مع الجماعة- وقال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
فهل هناك بناء أي بناء أو عمارة بدون تخطيط عدة مهندسين كل في تخصصه مع عمال آخرين بجسم وعضلات الجماعة معا ؟؟
فإذا أردنا إنشاء عمارة سكنية فإننا نبحث عن الموقع المناسب، وخاصة بالنسبة لجهة دخول الشمس بها لان قال الحكيم سابقا : بيت تدخله الشمس لا يدخله الطبيب، ونختبر التربة وما فيها من عوامل التماسك أو التفكك وعمق حفر الأساس أصلا، ثم يبدأ مهندس المعمار يحدق في الفراغ ويتخيل ويرسم المبنى في حدود الأرض المتاحة والارتفاع المسموح ويضع على أوراقه وخرائطه المبنى كاملاً، وربما يجسم نموذجا من ورق مقوى مجسما كاملا كأنه يتهيأ لك أنك فعلا تريد بل تتمنى أن تدخل بهذا المجسم (وخاصة لو رأته زوجتك مثلا خلال زيارة مكتب ذلك المهندس) مثل الواجهات وطلائها، والغرف ونوافذها، ودورات المياه ومصارفها، كل شيء على وجه التحديد، ومن ثم نبدأ بشراء المؤن ونوفر المعدات، ونجلب العمال، ونحضر المهندسين، وتدور العجلة ويبدأ البناء بالقواعد والأسس، ثم الدعائم والعمد، وتتواصل الجهود وذلك مع الإشراف والمتابعة من قبل الاستشاريين والهندسيين لضمان القوة والمتانة، والتحقيق من مطابقة المواصفات وموافقة الخرائط، وبعد عام أو نحوه وليس خلال أسبوع أو شهر يتم بناء العمارة، ولا يقال بعد إنشائها أن الذي بناها هو المعماري ولا الإنشائي ولا الفني ولا العامل ولا ولا … بل كل هؤلاء شاركوا في البناء !
نعم إن التربية في حقيقتها عملية هندسية متكاملة فعلا مع البيت والمجتمع المحلي وكل كادر وزارة التربية والتعليم كل حسب موقعه ومسؤولياته، فلا تربية بلا معرفة واختبار، ولا تربية بلا تفكير وتصور، ولا تربية بلا تحديد وتقدير ولا تربية بلا تعاون ومشاركة، ولا تربية بلا جهد وزمن، ولا تربية بلا متابعة وإشراف، ومن ظن غير ذلك فليبن العمارة على غير ما ذكرناه ولينظر ما ستجنيه يداه. وأنا شخصيا لا أؤمن أبدا بنسخ الواجب عن السبورة فقط بدون مشاركة الطالب على السبورة أولا ثم بالإذاعة المدرسية صباحا ثم بالمسرح المدرسي بمهرجان آخر كل عام دراسي أو الاحتفالات الوطنية مثلا أو الدينية ببعض البلاد الإسلامية بغير أيام عيد الفطر وعيد الأضحى مثلا.
وأقصد هنا أن العمارة ما هي إلا الطالب نفسه فقط، لأنه أساسا هو محور العملية التربوية بكل العالم، فمن نجاح وأمانة المعلم أولا داخل الغرفة الصفية يكون هو من كان المهندس الحقيقي بل الأب الروحي بل الماء التربوي الصحي السليم الذي روَّى نفس وجسم وروح كل طالب بالعالم، ليصل بالتالي الى كرسي الحكم كملك أو رئيس دولة او أمير دولة ما او رئيس وزراء او وزير أو غير ذلك بأية مسؤولية كانت تحمَّل هو صلاحيات رسمية بالتصرف المطلق والحصانة الدبلوماسية بعد نجاحه وتمحيصه بعشرات الامتحانات النظرية والعملية، وثبت أنه كفؤ فعلا أن يجلس على كرسي تلك المسؤولية.
والله الموفق.
image الهندسة التربوية : قراءة موضوعية.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.