خالد حماد العثماني.
عدد المشاركات : 27
1436/01/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿6956﴾﴾
ألقاب وألفاظ التخاطب (المدنية ــ العسكرية).
◄ يعرّف أهل اللغة اللقب بأنه "اسم وُضع بعد الاسم الأول للتعريف أو التشريف أو التحقير، والأخير منهي عنه" وقيل: "اللقب النبز : اسم غير مسمى به والجمع ألقاب"، وفي القرآن الكريم (.. ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ..) (الآية ١١ سورة الحجرات). وقد يُجعل لقب السوء علماً من غير نبز مثل الأخفش والجاحظ، واللقب ما أُشعر بمدح أو ذم.
ويقتصر استخدام الألقاب الآن على المدح دون غيره. ويلاحظ أن تفاوت مراتب الناس يجعل التخاطب بينهم يتطلب قدراً كبيراً من الاهتمام بحيث لا تبسط في التخاطب بين رفيع الشأن ومن دونه، وبين الرئيس والمرؤوس؛ بل وبين الغني والفقير أحيانا، ثم أن للقب أهميته في التعريف بدرجة أو منزلة صاحبه، لغايات مخاطبة كل شخص شفهيا أو كتابيا. ومن الألقاب ماهو علمي كالأستاذ professor، ومنها ماهو دلالة على الاحترام كالسيد Mr.
وتتفاوت المجتمعات في مدى استخدامها للألقاب ولألفاظ التخاطب الخاصة، فالمجتمعات الغربية اختارت لفظ السيد Mr. ويتبعها اسم العائلة وتسري هذه الحال في المجتمع الأمريكي ابتداء من رئيس الجمهورية وانتهاء بالمواطن العادي ورجل الشارع، أما المجتمع البريطاني فهناك حملة الألقاب مثل : Lord - Sir وغيرهما، وقد حرص العثمانيون إبان حكمهم للوطن العربي زهاء 400 عام على استخدام الألقاب، حيث حددت مناصب حامليها، كما وصلت في بعض البلدان التي حكمها العثمانيون أن كانت الألقاب تباع وتشترى، وقد ألغت بعض الدول العربية الألقاب رسميّا لكن تداولها لا زال قائماً على صعيد التداول الشعبي دون الرسمي. ومن أهم ألفاظ التخاطب والألقاب العربية :
■ صاحب الجلالة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للملوك والسلاطين والأباطرة ويقال : جلالة الملك، وجلالة السلطان، وجلالة الإمبراطور. ويقال : جلّ جلالا أي عظّم، ويقال : أجلّه أي عظّمه، ويقال : رجل جليل أي ذو القدر الخطير، كما يقال : جلّ فلان في عيني أي عظم.
■ صاحب الفخامة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرؤساء الجمهوريات ويقال : فخامة رئيس الجمهورية، وفخامة الرئيس وكذلك السيد الرئيس. ويقال : الفخم هو الضخم، ويقال : رجل فخم أي عظيم القدر، ويقال : فخمه أي أجّله وعظمه.
■ صاحب السمو.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للأمراء من العائلة المالكة ويقال : صاحب السمو الملكي الأمير، وسمو السيد، وكذلك صاحب السمو الشيخ. ويقال : السمو هو الارتفاع والعلو، وسما به أي أعلاه، ويقال للحسيب والشريف : قد سما، والسماء لغة كل ما ارتفع وعلا، وكل سقف هو سماء.
■ السيد.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للأشراف من العائلة المالكة ومنها القول : سيادة الشريف، وفي بعض الدول يحمل اللقب أفراد العائلة الأكثر قربى للسلطان ومنها القول : سمو السيد. ويعني لفظ السيد : الذي يفوق في الخير، كما تقول العرب : سيدنا فلان أي رئيسنا الذي نعظمه، والسيد : الرئيس الإمام في الخير.
■ دولة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرئيس الوزراء، ومنه القول : دولة رئيس الوزراء ودولة الرئيس. وقد يكون المقصود باللقب صاحب الدولة أي أكبر مسؤوليها (بعد رأس الدولة الملك أو السلطان أو رئيس الجمهورية)، وقد يكون مصدر الدولة هنا الإدالة أي الغلبة والنصر، والدولة أيضا الانتقال من حال الشدة إلى الرخاء.
■ معالي.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للوزراء ومن هم في منزلتهم من أصحاب المناصب الرفيعة. ويقال : معالي الوزير، وصاحب المعالي. ويقال : علا به أي صعد، والمعالي جمع معلاة، وهي كسب الشرف، وعلية الناس : جلَتهم، والعلو أي العظمة، والعلياء : رأس الجبل ومن أسماء السماء.
■ عطوفة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لوكلاء الوزراء أي : الأمناء العامين للوزارات، وللمدراء العامين للمؤسسات الكبيرة، وللحكام الإداريين كالمحافظين ومن في منزلتهم. ويقال : عطوفة وكيل الوزارة، وعطوفة المحافظ، وعطوفة مدير الدائرة. ويقال : عطف عليه أي أشفق عليه، وتعطف عليه : وصله وبرّه، ورجل عطوف وعطاف : يحمي المنهزمين، ورجل عاطف : عائد بفضله حسن الخلق.
■ سعادة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للسفراء، والنواب في البرلمان، وأصحاب بعض المناصب الكبيرة في الدولة، ويقال : سعادة السفير، وسعادة النائب. والسعد : اليمن وهو نقيض النحس، والسعادة خلاف الشقاوة، والسعيد نقيض الشقي.
■ سماحة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لعلماء الدين الإسلامي من ذوي المناصب الرفيعة كالمفتي، وربما يخاطب به وزير الأوقاف الإسلامية وكذلك قاضي القضاة. ومن ذلك القول : سماحة وزير الأوقاف، وسماحة مفتي البلاد، وسماحة قاضي القضاة. والسماح والسماحة : الجود، ويقال : سمح وأسمح إذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء، أما المسامحة فهي المساهلة.
■ فضيلة / فاضل.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لعلماء الدين الإسلامي من ذوي المناصب العالية كالقضاة، بل ويخاطب ويشار به لمفتي الدولة في بعض الأقطار العربية. ويقال : فضيلة الشيخ، أو فضيلة العالم فلان. والفضيلة : الدرجة الرفيعة في الفضل، والفضل ضد النقص والنقيصة، ويقال : رجل فاضل : ذو فضل.
■ قداسة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للبابا وهو أعلى مركز لرجال الدين في المسيحية. ومن ذلك القول : قداسة البابا فلان. والتقديس : تنزيه الله عز وجل، والتقديس : التطهير، والقدس : الطهر.
■ غبطة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرتبة معينة رفيعة من رجال الدين المسيحي هي البطاركة، ومن ذلك القول : غبطة البطريرك. ويقال : الغبطة حسن الحال والنعمة والسرور.
■ نيافة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرتبة معينة رفيعة من رجال الدين المسيحي هي المطارنة، ومن ذلك القول : نيافة المطران. ويقال : النيف الفضل والإحسان، و ناف الشيء نوفا : ارتفع وأشرف، ويقال لكل مشرف على غيره إنه منيف.
■ الألقاب العسكرية.
تتصف الهرمية العسكرية بالوضوح التام إذ تحكمها الرتبة والأقدمية، ولذلك تسهل المخاطبات والمحادثات، والأصل فيها مخاطبة الفرد العسكري لمن يعلوه رتبة بكلمة سيدي أو بعبارة سيدي. ويقوم باتباع رتبة المخاطب لكلمة سيدي، وتسير الجيوش الغربية وبعض الجيوش العربية على نظام محدد في المخاطبة وهو ذكر اسم المخاطب متبوعا برتبته، ومن ذلك القول : العقيد فلان. وقد خلّف الحكم العثماني ألفاظا لا تزل قيد التداول، وعلى النحو التالي :
♦ باشا.
لفظ عثماني من أعلى ألقاب المدنيين والعسكريين، وهو بالتركية الحديثة pasa، وهو من ألقاب التشريف القديمة، وقيل : إنه من لفظ باش التركية وتعني الرأس أو الرئيس أو الأصل. وقيل : إنه من الفارسية باد شاه بمعنى الملك، وكان اللقب يمنح لقادة الجيش أو الأسطول، ثم لوزراء السلطان، وكان يمنح لرتبة لواء وفريق ومشير، وتوسع الاستعمال ليشمل كبار رجال الدولة من غير الوزراء، وانتقل إلى بلاد الشام وشمال أفريقيا، ولا يزال قيد التداول مدنيا وعسكريا لرتبة لواء فأعلى.
♦ بك / بيك.
لفظ عثماني رفيع، وهو بالتركية الحديثة bey، ويعني اللفظ آمر وحاكم، شاع استعماله بين الدول المغولية والتركية والعثمانية والعربية، وقيل إن اصله صيني، وقيل إنه من الكلمة الساسانية باغة، وقيل : إنه كلمة تركية تعني سيدا أو حكيما. ومنذ العصر الإسلامي استخدمت كلمة بك بما يقابل كلمة أمير، ويعتبر طغرل مؤسس الدولة السلجوقية عام 1058م أول من حمل اللقب، واصبح لقب بك في العهد العثماني يمنح كرتبة دنيا بالنسبة للقب باشا، وشاع استعمال لقب بك (باي) في شمال أفريقيا لا سيما تونس. ويطلق الآن أحيانا على رتبة نقيب وحتى رتبة عميد، إضافة لإطلاقه على ذوي الرتب المدنية الرفيعة.
♦ أفندي.
كلمة تركية تعني الأخ الكبير، وقيل : لفظ تركي محرّف عن الإغريقية بمعنى سيد، وأصبح لقبا اصطلاحيا من ألقاب التشريف يمنح للمثقفين الذين لا يحملون لقبا رسميا مثل باشا أو بك، كما أطلق على صغار الضباط وإن أطلق على كبارهم أحيانا، ويطلق الآن أحيانا على من هو دون رتبة نقيب.
◄ جريدة الغد الأردنية.
|| خالد حماد العثماني : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات :: ﴿﴿6956﴾﴾
ألقاب وألفاظ التخاطب (المدنية ــ العسكرية).
◄ يعرّف أهل اللغة اللقب بأنه "اسم وُضع بعد الاسم الأول للتعريف أو التشريف أو التحقير، والأخير منهي عنه" وقيل: "اللقب النبز : اسم غير مسمى به والجمع ألقاب"، وفي القرآن الكريم (.. ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ..) (الآية ١١ سورة الحجرات). وقد يُجعل لقب السوء علماً من غير نبز مثل الأخفش والجاحظ، واللقب ما أُشعر بمدح أو ذم.
ويقتصر استخدام الألقاب الآن على المدح دون غيره. ويلاحظ أن تفاوت مراتب الناس يجعل التخاطب بينهم يتطلب قدراً كبيراً من الاهتمام بحيث لا تبسط في التخاطب بين رفيع الشأن ومن دونه، وبين الرئيس والمرؤوس؛ بل وبين الغني والفقير أحيانا، ثم أن للقب أهميته في التعريف بدرجة أو منزلة صاحبه، لغايات مخاطبة كل شخص شفهيا أو كتابيا. ومن الألقاب ماهو علمي كالأستاذ professor، ومنها ماهو دلالة على الاحترام كالسيد Mr.
وتتفاوت المجتمعات في مدى استخدامها للألقاب ولألفاظ التخاطب الخاصة، فالمجتمعات الغربية اختارت لفظ السيد Mr. ويتبعها اسم العائلة وتسري هذه الحال في المجتمع الأمريكي ابتداء من رئيس الجمهورية وانتهاء بالمواطن العادي ورجل الشارع، أما المجتمع البريطاني فهناك حملة الألقاب مثل : Lord - Sir وغيرهما، وقد حرص العثمانيون إبان حكمهم للوطن العربي زهاء 400 عام على استخدام الألقاب، حيث حددت مناصب حامليها، كما وصلت في بعض البلدان التي حكمها العثمانيون أن كانت الألقاب تباع وتشترى، وقد ألغت بعض الدول العربية الألقاب رسميّا لكن تداولها لا زال قائماً على صعيد التداول الشعبي دون الرسمي. ومن أهم ألفاظ التخاطب والألقاب العربية :
■ صاحب الجلالة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للملوك والسلاطين والأباطرة ويقال : جلالة الملك، وجلالة السلطان، وجلالة الإمبراطور. ويقال : جلّ جلالا أي عظّم، ويقال : أجلّه أي عظّمه، ويقال : رجل جليل أي ذو القدر الخطير، كما يقال : جلّ فلان في عيني أي عظم.
■ صاحب الفخامة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرؤساء الجمهوريات ويقال : فخامة رئيس الجمهورية، وفخامة الرئيس وكذلك السيد الرئيس. ويقال : الفخم هو الضخم، ويقال : رجل فخم أي عظيم القدر، ويقال : فخمه أي أجّله وعظمه.
■ صاحب السمو.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للأمراء من العائلة المالكة ويقال : صاحب السمو الملكي الأمير، وسمو السيد، وكذلك صاحب السمو الشيخ. ويقال : السمو هو الارتفاع والعلو، وسما به أي أعلاه، ويقال للحسيب والشريف : قد سما، والسماء لغة كل ما ارتفع وعلا، وكل سقف هو سماء.
■ السيد.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للأشراف من العائلة المالكة ومنها القول : سيادة الشريف، وفي بعض الدول يحمل اللقب أفراد العائلة الأكثر قربى للسلطان ومنها القول : سمو السيد. ويعني لفظ السيد : الذي يفوق في الخير، كما تقول العرب : سيدنا فلان أي رئيسنا الذي نعظمه، والسيد : الرئيس الإمام في الخير.
■ دولة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرئيس الوزراء، ومنه القول : دولة رئيس الوزراء ودولة الرئيس. وقد يكون المقصود باللقب صاحب الدولة أي أكبر مسؤوليها (بعد رأس الدولة الملك أو السلطان أو رئيس الجمهورية)، وقد يكون مصدر الدولة هنا الإدالة أي الغلبة والنصر، والدولة أيضا الانتقال من حال الشدة إلى الرخاء.
■ معالي.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للوزراء ومن هم في منزلتهم من أصحاب المناصب الرفيعة. ويقال : معالي الوزير، وصاحب المعالي. ويقال : علا به أي صعد، والمعالي جمع معلاة، وهي كسب الشرف، وعلية الناس : جلَتهم، والعلو أي العظمة، والعلياء : رأس الجبل ومن أسماء السماء.
■ عطوفة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لوكلاء الوزراء أي : الأمناء العامين للوزارات، وللمدراء العامين للمؤسسات الكبيرة، وللحكام الإداريين كالمحافظين ومن في منزلتهم. ويقال : عطوفة وكيل الوزارة، وعطوفة المحافظ، وعطوفة مدير الدائرة. ويقال : عطف عليه أي أشفق عليه، وتعطف عليه : وصله وبرّه، ورجل عطوف وعطاف : يحمي المنهزمين، ورجل عاطف : عائد بفضله حسن الخلق.
■ سعادة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للسفراء، والنواب في البرلمان، وأصحاب بعض المناصب الكبيرة في الدولة، ويقال : سعادة السفير، وسعادة النائب. والسعد : اليمن وهو نقيض النحس، والسعادة خلاف الشقاوة، والسعيد نقيض الشقي.
■ سماحة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لعلماء الدين الإسلامي من ذوي المناصب الرفيعة كالمفتي، وربما يخاطب به وزير الأوقاف الإسلامية وكذلك قاضي القضاة. ومن ذلك القول : سماحة وزير الأوقاف، وسماحة مفتي البلاد، وسماحة قاضي القضاة. والسماح والسماحة : الجود، ويقال : سمح وأسمح إذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء، أما المسامحة فهي المساهلة.
■ فضيلة / فاضل.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لعلماء الدين الإسلامي من ذوي المناصب العالية كالقضاة، بل ويخاطب ويشار به لمفتي الدولة في بعض الأقطار العربية. ويقال : فضيلة الشيخ، أو فضيلة العالم فلان. والفضيلة : الدرجة الرفيعة في الفضل، والفضل ضد النقص والنقيصة، ويقال : رجل فاضل : ذو فضل.
■ قداسة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للبابا وهو أعلى مركز لرجال الدين في المسيحية. ومن ذلك القول : قداسة البابا فلان. والتقديس : تنزيه الله عز وجل، والتقديس : التطهير، والقدس : الطهر.
■ غبطة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرتبة معينة رفيعة من رجال الدين المسيحي هي البطاركة، ومن ذلك القول : غبطة البطريرك. ويقال : الغبطة حسن الحال والنعمة والسرور.
■ نيافة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرتبة معينة رفيعة من رجال الدين المسيحي هي المطارنة، ومن ذلك القول : نيافة المطران. ويقال : النيف الفضل والإحسان، و ناف الشيء نوفا : ارتفع وأشرف، ويقال لكل مشرف على غيره إنه منيف.
■ الألقاب العسكرية.
تتصف الهرمية العسكرية بالوضوح التام إذ تحكمها الرتبة والأقدمية، ولذلك تسهل المخاطبات والمحادثات، والأصل فيها مخاطبة الفرد العسكري لمن يعلوه رتبة بكلمة سيدي أو بعبارة سيدي. ويقوم باتباع رتبة المخاطب لكلمة سيدي، وتسير الجيوش الغربية وبعض الجيوش العربية على نظام محدد في المخاطبة وهو ذكر اسم المخاطب متبوعا برتبته، ومن ذلك القول : العقيد فلان. وقد خلّف الحكم العثماني ألفاظا لا تزل قيد التداول، وعلى النحو التالي :
♦ باشا.
لفظ عثماني من أعلى ألقاب المدنيين والعسكريين، وهو بالتركية الحديثة pasa، وهو من ألقاب التشريف القديمة، وقيل : إنه من لفظ باش التركية وتعني الرأس أو الرئيس أو الأصل. وقيل : إنه من الفارسية باد شاه بمعنى الملك، وكان اللقب يمنح لقادة الجيش أو الأسطول، ثم لوزراء السلطان، وكان يمنح لرتبة لواء وفريق ومشير، وتوسع الاستعمال ليشمل كبار رجال الدولة من غير الوزراء، وانتقل إلى بلاد الشام وشمال أفريقيا، ولا يزال قيد التداول مدنيا وعسكريا لرتبة لواء فأعلى.
♦ بك / بيك.
لفظ عثماني رفيع، وهو بالتركية الحديثة bey، ويعني اللفظ آمر وحاكم، شاع استعماله بين الدول المغولية والتركية والعثمانية والعربية، وقيل إن اصله صيني، وقيل إنه من الكلمة الساسانية باغة، وقيل : إنه كلمة تركية تعني سيدا أو حكيما. ومنذ العصر الإسلامي استخدمت كلمة بك بما يقابل كلمة أمير، ويعتبر طغرل مؤسس الدولة السلجوقية عام 1058م أول من حمل اللقب، واصبح لقب بك في العهد العثماني يمنح كرتبة دنيا بالنسبة للقب باشا، وشاع استعمال لقب بك (باي) في شمال أفريقيا لا سيما تونس. ويطلق الآن أحيانا على رتبة نقيب وحتى رتبة عميد، إضافة لإطلاقه على ذوي الرتب المدنية الرفيعة.
♦ أفندي.
كلمة تركية تعني الأخ الكبير، وقيل : لفظ تركي محرّف عن الإغريقية بمعنى سيد، وأصبح لقبا اصطلاحيا من ألقاب التشريف يمنح للمثقفين الذين لا يحملون لقبا رسميا مثل باشا أو بك، كما أطلق على صغار الضباط وإن أطلق على كبارهم أحيانا، ويطلق الآن أحيانا على من هو دون رتبة نقيب.
◄ جريدة الغد الأردنية.
|| خالد حماد العثماني : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ يعرّف أهل اللغة اللقب بأنه "اسم وُضع بعد الاسم الأول للتعريف أو التشريف أو التحقير، والأخير منهي عنه" وقيل: "اللقب النبز : اسم غير مسمى به والجمع ألقاب"، وفي القرآن الكريم (.. ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ..) (الآية ١١ سورة الحجرات). وقد يُجعل لقب السوء علماً من غير نبز مثل الأخفش والجاحظ، واللقب ما أُشعر بمدح أو ذم.
ويقتصر استخدام الألقاب الآن على المدح دون غيره. ويلاحظ أن تفاوت مراتب الناس يجعل التخاطب بينهم يتطلب قدراً كبيراً من الاهتمام بحيث لا تبسط في التخاطب بين رفيع الشأن ومن دونه، وبين الرئيس والمرؤوس؛ بل وبين الغني والفقير أحيانا، ثم أن للقب أهميته في التعريف بدرجة أو منزلة صاحبه، لغايات مخاطبة كل شخص شفهيا أو كتابيا. ومن الألقاب ماهو علمي كالأستاذ professor، ومنها ماهو دلالة على الاحترام كالسيد Mr.
وتتفاوت المجتمعات في مدى استخدامها للألقاب ولألفاظ التخاطب الخاصة، فالمجتمعات الغربية اختارت لفظ السيد Mr. ويتبعها اسم العائلة وتسري هذه الحال في المجتمع الأمريكي ابتداء من رئيس الجمهورية وانتهاء بالمواطن العادي ورجل الشارع، أما المجتمع البريطاني فهناك حملة الألقاب مثل : Lord - Sir وغيرهما، وقد حرص العثمانيون إبان حكمهم للوطن العربي زهاء 400 عام على استخدام الألقاب، حيث حددت مناصب حامليها، كما وصلت في بعض البلدان التي حكمها العثمانيون أن كانت الألقاب تباع وتشترى، وقد ألغت بعض الدول العربية الألقاب رسميّا لكن تداولها لا زال قائماً على صعيد التداول الشعبي دون الرسمي. ومن أهم ألفاظ التخاطب والألقاب العربية :
■ صاحب الجلالة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للملوك والسلاطين والأباطرة ويقال : جلالة الملك، وجلالة السلطان، وجلالة الإمبراطور. ويقال : جلّ جلالا أي عظّم، ويقال : أجلّه أي عظّمه، ويقال : رجل جليل أي ذو القدر الخطير، كما يقال : جلّ فلان في عيني أي عظم.
■ صاحب الفخامة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرؤساء الجمهوريات ويقال : فخامة رئيس الجمهورية، وفخامة الرئيس وكذلك السيد الرئيس. ويقال : الفخم هو الضخم، ويقال : رجل فخم أي عظيم القدر، ويقال : فخمه أي أجّله وعظمه.
■ صاحب السمو.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للأمراء من العائلة المالكة ويقال : صاحب السمو الملكي الأمير، وسمو السيد، وكذلك صاحب السمو الشيخ. ويقال : السمو هو الارتفاع والعلو، وسما به أي أعلاه، ويقال للحسيب والشريف : قد سما، والسماء لغة كل ما ارتفع وعلا، وكل سقف هو سماء.
■ السيد.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للأشراف من العائلة المالكة ومنها القول : سيادة الشريف، وفي بعض الدول يحمل اللقب أفراد العائلة الأكثر قربى للسلطان ومنها القول : سمو السيد. ويعني لفظ السيد : الذي يفوق في الخير، كما تقول العرب : سيدنا فلان أي رئيسنا الذي نعظمه، والسيد : الرئيس الإمام في الخير.
■ دولة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرئيس الوزراء، ومنه القول : دولة رئيس الوزراء ودولة الرئيس. وقد يكون المقصود باللقب صاحب الدولة أي أكبر مسؤوليها (بعد رأس الدولة الملك أو السلطان أو رئيس الجمهورية)، وقد يكون مصدر الدولة هنا الإدالة أي الغلبة والنصر، والدولة أيضا الانتقال من حال الشدة إلى الرخاء.
■ معالي.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للوزراء ومن هم في منزلتهم من أصحاب المناصب الرفيعة. ويقال : معالي الوزير، وصاحب المعالي. ويقال : علا به أي صعد، والمعالي جمع معلاة، وهي كسب الشرف، وعلية الناس : جلَتهم، والعلو أي العظمة، والعلياء : رأس الجبل ومن أسماء السماء.
■ عطوفة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لوكلاء الوزراء أي : الأمناء العامين للوزارات، وللمدراء العامين للمؤسسات الكبيرة، وللحكام الإداريين كالمحافظين ومن في منزلتهم. ويقال : عطوفة وكيل الوزارة، وعطوفة المحافظ، وعطوفة مدير الدائرة. ويقال : عطف عليه أي أشفق عليه، وتعطف عليه : وصله وبرّه، ورجل عطوف وعطاف : يحمي المنهزمين، ورجل عاطف : عائد بفضله حسن الخلق.
■ سعادة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للسفراء، والنواب في البرلمان، وأصحاب بعض المناصب الكبيرة في الدولة، ويقال : سعادة السفير، وسعادة النائب. والسعد : اليمن وهو نقيض النحس، والسعادة خلاف الشقاوة، والسعيد نقيض الشقي.
■ سماحة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لعلماء الدين الإسلامي من ذوي المناصب الرفيعة كالمفتي، وربما يخاطب به وزير الأوقاف الإسلامية وكذلك قاضي القضاة. ومن ذلك القول : سماحة وزير الأوقاف، وسماحة مفتي البلاد، وسماحة قاضي القضاة. والسماح والسماحة : الجود، ويقال : سمح وأسمح إذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء، أما المسامحة فهي المساهلة.
■ فضيلة / فاضل.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لعلماء الدين الإسلامي من ذوي المناصب العالية كالقضاة، بل ويخاطب ويشار به لمفتي الدولة في بعض الأقطار العربية. ويقال : فضيلة الشيخ، أو فضيلة العالم فلان. والفضيلة : الدرجة الرفيعة في الفضل، والفضل ضد النقص والنقيصة، ويقال : رجل فاضل : ذو فضل.
■ قداسة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به للبابا وهو أعلى مركز لرجال الدين في المسيحية. ومن ذلك القول : قداسة البابا فلان. والتقديس : تنزيه الله عز وجل، والتقديس : التطهير، والقدس : الطهر.
■ غبطة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرتبة معينة رفيعة من رجال الدين المسيحي هي البطاركة، ومن ذلك القول : غبطة البطريرك. ويقال : الغبطة حسن الحال والنعمة والسرور.
■ نيافة.
وهو لفظ يخاطب ويشار به لرتبة معينة رفيعة من رجال الدين المسيحي هي المطارنة، ومن ذلك القول : نيافة المطران. ويقال : النيف الفضل والإحسان، و ناف الشيء نوفا : ارتفع وأشرف، ويقال لكل مشرف على غيره إنه منيف.
■ الألقاب العسكرية.
تتصف الهرمية العسكرية بالوضوح التام إذ تحكمها الرتبة والأقدمية، ولذلك تسهل المخاطبات والمحادثات، والأصل فيها مخاطبة الفرد العسكري لمن يعلوه رتبة بكلمة سيدي أو بعبارة سيدي. ويقوم باتباع رتبة المخاطب لكلمة سيدي، وتسير الجيوش الغربية وبعض الجيوش العربية على نظام محدد في المخاطبة وهو ذكر اسم المخاطب متبوعا برتبته، ومن ذلك القول : العقيد فلان. وقد خلّف الحكم العثماني ألفاظا لا تزل قيد التداول، وعلى النحو التالي :
♦ باشا.
لفظ عثماني من أعلى ألقاب المدنيين والعسكريين، وهو بالتركية الحديثة pasa، وهو من ألقاب التشريف القديمة، وقيل : إنه من لفظ باش التركية وتعني الرأس أو الرئيس أو الأصل. وقيل : إنه من الفارسية باد شاه بمعنى الملك، وكان اللقب يمنح لقادة الجيش أو الأسطول، ثم لوزراء السلطان، وكان يمنح لرتبة لواء وفريق ومشير، وتوسع الاستعمال ليشمل كبار رجال الدولة من غير الوزراء، وانتقل إلى بلاد الشام وشمال أفريقيا، ولا يزال قيد التداول مدنيا وعسكريا لرتبة لواء فأعلى.
♦ بك / بيك.
لفظ عثماني رفيع، وهو بالتركية الحديثة bey، ويعني اللفظ آمر وحاكم، شاع استعماله بين الدول المغولية والتركية والعثمانية والعربية، وقيل إن اصله صيني، وقيل إنه من الكلمة الساسانية باغة، وقيل : إنه كلمة تركية تعني سيدا أو حكيما. ومنذ العصر الإسلامي استخدمت كلمة بك بما يقابل كلمة أمير، ويعتبر طغرل مؤسس الدولة السلجوقية عام 1058م أول من حمل اللقب، واصبح لقب بك في العهد العثماني يمنح كرتبة دنيا بالنسبة للقب باشا، وشاع استعمال لقب بك (باي) في شمال أفريقيا لا سيما تونس. ويطلق الآن أحيانا على رتبة نقيب وحتى رتبة عميد، إضافة لإطلاقه على ذوي الرتب المدنية الرفيعة.
♦ أفندي.
كلمة تركية تعني الأخ الكبير، وقيل : لفظ تركي محرّف عن الإغريقية بمعنى سيد، وأصبح لقبا اصطلاحيا من ألقاب التشريف يمنح للمثقفين الذين لا يحملون لقبا رسميا مثل باشا أو بك، كما أطلق على صغار الضباط وإن أطلق على كبارهم أحيانا، ويطلق الآن أحيانا على من هو دون رتبة نقيب.
◄ جريدة الغد الأردنية.
|| خالد حماد العثماني : عضو منهل الثقافة التربوية.