من أحدث المقالات المضافة في القسم.

فريق منهل «3» عدد المشاركات : ﴿63﴾ التسلسل الزمني : 1442/09/01 (06:01 صباحاً) عدد القراءات : ﴿3329﴾

خذوا النفط واعطونا الكتاب.
image ﴿﴿الأعضاء ذوي المشاركة الواحدة﴾﴾ ﴿﴿محمد إبراهيم الأسمري﴾﴾.

إن أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل في أي منطقة من العالم, فالتجارب الدولية المعاصرة, أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن بداية التقدم الحقيقي والوحيد من التعليم, وان كل الدول التي تقدمت بما فيها النمور الأسيوية, لم تتقدم إلا من بوابه التعليم, بل إن الدول المتقدمة نفسها تضع التعليم في أولويات برامجها وسياستها.
إذا نظرنا إلى عالمنا فأننا نصغي ونستمع ويتحدث الآخرون ونحن لا نشارك ولهذا لم تنمو ثقافتنا إذا نحن معوقين ثقافيا, نحن ما زلنا خارج العصر لأننا نعتمد على ثقافة تشطبنا ليل نهار, ونتصور دائما أن عندنا الكفاية وعندنا الكمال وليس واجب علينا أن نبحث ما عند الآخرين وكل ما يأتينا من الآخرين نعتبره غزو فكري.
يجب أن نغير تصورنا عن النفط وعن التنمية وعن الثقافة وعن الآخرين.
إن موارد النفط تستر عيوبنا وتوهمنا بأننا متطورين وهذا ليس بفعلنا وإنما متطورين بما جلبناه من الآخرين وما حققه الآخرين لنا, فالغزو الفكري هو الذي جعل النفط الذي كان في باطن الأرض منذ ألاف السنين يتحول إلى ثوره هائلة ثم نصبح عالة على أرضه ولم نستفد منة شيئا.
ولو نظرنا إلى واقعنا لنجد أننا لم نستثمر طاقة الإنسان ولم نستثمر المهارات الإنسانية والعقل المبدع ولم نستثمر العقل المنتج على رغم من توفر كل مقومات ذلك.
فمثلا لو أخذنا دولة مثل سنغافورة كانت عبارة عن مستنقع وخالية من الموارد الطبيعية حتى ماء الشرب تستورده من ماليزيا وعندما استثمرت طاقة الإنسان ومهارة الإنسان ووفرت له الأدوات لتحقيق المهارة وركزت على العقل المبدع المنتج حققت أفضل النتائج في مخرجات التعليم, وللمعلومية تعتبر سنغافورة اليوم احد اغني دول العالم على الإطلاق (في المرتبة الثالثة عالميا) ويعتبر دخل الفرد السنغافوري احد أعلى الدخول في العالم وتتمتع بمرتبة مرموقة عالميا في مستوى المعيشة والاقتصاد والتكنولوجيا والأمان .
نحن نتوهم أن التعليم هو مصدر ما تحققه الأمم من تطور وتجاربنا تدل على أن التعليم يكرس التخلف. إن المشكلة ليس في المعلومات أو كيف نعطي المعلومة إنما المهم كيف نفسر هذه المعلومات، كيف نوظف هذه المعلومات, كيف نتعامل مع هذه الحقائق والبراهين.
نحن نمتلك الأدوات والمهارة ولكن ينقصنا معرفة كيفية تطبيق هذه الأدوات لتحقيق المهارة.
إن العلم ليس هو الكم من المعلومات إنما هو طريقة تفكير, ولكي نصل للصورة المثلى للعملية التعليمية المستهدفة التي يجب أن يكون عليها نظام التعليم في بلادنا نعتمد على الأركان الأربعة للعملية التعليمية :
■ أولا : المتعلم هذا العنصر الذي وجدت من اجله العملية التعليمية فهو رأس المال البشري الذي إذا صلح, صلح المجتمع كله.
■ ثانيا : المعلم إذا اهتم به ماديا ونفسيا وفكريا وعمليا وقبل ذلك اختباره على أسس علمية صحيحة للمكان الذي سيعمل فيه فأنه بذلك يمكن الوصول لمخرجات تعليمية سليمة وأول واهم هذه المخرجات المخرج البشري (المتعلم).
■ ثالثا : المناهج التعليمية يجب أن توضع بصوره منهجيه علميه مقننه قائمه على حاجه الآمة واحتياجات سوق العمل مراعيه للفروق الفردية بينهم, متماشية مع التطورات العلمية التكنولوجية المتسارعة ومواكبه لها خاليه من الحشو الكمي الذي لا جدوى منه.
■ رابعاً : العوامل المؤثرة في العملية التعليمية يجب توفير الإمكانات المادية والبشرية التي يمكن من خلالها النهوض بالعملية التعليمية.
وأخيرا : يجب أن نحرر أنفسنا ونحرر العقل من ذاته.