من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿11362﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

قصة : زوجة لم ترفع بصرها لزوجها ثلاثة أشهر.
■ من ثمرات الصبر العاجلة بالدنيا قبل الآخرة زوجة عندما قرأت دفتر ذكريات زوجها لم ترفع بصرها لثلاثة أشهر !
■ يقول كاتب القصة :
بعد أربع سنوات من الزواج بدأ الناس يتكلمون في زواجهم لم ينجبوا والعيب في من ؟ لا أحد يعلم .. ذهب هو وزوجته إلى المستشفى، نتائج التحاليل، (الزوجة لا تنجب / الزوج سليم). دخل على الطبيب قبل زوجته، واستفسر فقال له الطبيب زوجتك لا تنجب. مريضة فاسترجع الرجل (قال إنا لله وإنا إليه راجعون) وحمد الله عز وجل.
فقال للطبيب : سوف أذهب لأنادي زوجتي. ولكن أريدك أن تقول أن العيب بسببي وليس فيها وألح على الطبيب فوافق، ذهب وأتى بزوجته من غرفة انتظار النساء ودخل على الطبيب، فقال الطبيب: أنت يا فلان (الزوج) عقيم، ولا أمل لك بالشفاء إلا من رب العالمين. فاسترجع أمام زوجته وبدأ عليه علامة الحزن وأيضاً الرضاء بقضاء الله وقدره.
رجع إلى البيت لم تمض سوى أيام قلائل حتى انتشر الخبر للأقارب والجيران، مضت خمس سنوات والزوجان صابران حتى أتت تلك اللحظة التي قالت فيها الزوجة يا فلان لقد تحملتك 9 سنوات وأنا أريد الطلاق حتى أصبحت في نظر الناس (أنها الزوجة الطيبة التي جلست مع زوجها وهو لا ينجب هذه ألمده ولها الحق في كلامها وأن الزوج مهمل في صحته وعلاجه .. الخ).
الزوجة : أريد أن أتزوج وأرى أولادي (تقصد أن تتزوج وتنجب من غيره بعد طلاقها).
فقال الزوج : يا زوجتي هذا ابتلاء من الله عز وجل .. وفي الصبر أجر عظيم.
فقالت : أجل أجلس معك هذه السنة فقط.
فوافق الزوج وأمله في ربه كبير، لم تمض سوى أيام على تلك المحادثة حتى أصيبت الزوجة بفشل كلوي، فتدهورت نفسيتها وأصبحت تلقي اللوم على زوجها، وأنه السبب لماذا لا يطلقني ؟ وأتزوج أريد أن أرى أولادي.
تنومت هذه الزوجة في المستشفى فأخبرها الزوج إنه مسافر لخارج المملكة لبعض الأعمال وسيعود بمشيئة الله.
فقالت الزوجة : أتسافر ؟!
فأجاب : لن أسافر حتى أجد لك متبرعا بكلية !
بعد يوم واحد ...
اتصل بزوجته وبشرها بأنه حصل على متبرع وسوف يصل بأسرع وقت وقبل العملية بيوم.
أتى المتبرع من جنسية عربية وسلم على الزوج وعلى والد الزوجة وأخوها ونالته تلك الدعوات الحسنة. ثم استأذن الزوج زوجته بالسفر للخارج لينهي بعض الأعمال.
فقالت زوجته : أنا سأجري عملية وتتركني، أصلاً أنت ما أنت زوج مخلص.
تمت العملية ونجحت .. والزوج بعد مرور أسبوع عاد، وفي وجهه علامات التعب.
نعم لا يذهب فكرك بعيداً .. هو المتبرع ! وما الرجل العربي إلا تمثيلية. نعم لقد تبرع لزوجته بكليته ولا يعلم أحد.

وبعد العملية بتسعة شهور تحمل هذه الزوجة وتضع مولودها البكر، عمت الفرحة الجميع.. الأقارب والجيران خاصة بعد أن عادت المياه إلى مجاريها.
الزوج كان قد أكمل في هذه الفترة دراسة الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية وهو كاتب عدل في ...، كما استثمر تلك الفترة من حياته فأصبح حافظاً لكتاب الله عز وجل وعلا.

■ يستكمل كاتب القصة :
كنت مسافراً معه.. وقد حدثني أنه نسي دفتر مذكراته اليومية على مكتبه في المنزل ولم يضعه في مكانه المقفل المعتاد.

■ وحدثت المفاجأة :
قرأت الزوجة أوراق مذكراته اليومية، فاتصلت به وهي تبكي، وبكى لبكائها وبكيت لبكائه.

■ ويختتم كاتب القصة :
جلست معه قبل فترة.. فما قال لي أنها لم ترفع بصرها له منذ ثلاثة أشهر، عندما يكلمها تنظر ببصرها للأسفل، ولا ترفع صوتها.
يقول لي العشر سنوات الماضية تجرعت فيها أنواع الألم كنت أبكي ولا أجد من يمسح دمعتي وكانت تبكي وكنت أمسح دمعتها، يقول كنت غريباً بين أقاربي وهي كانت الزوجة الحنونة، كنت أنا الذي أكرر الأخطاء وكانت هي على الصواب دائماً. أما الآن أعتقد دموعه كانت كافية لأفهم كيف جزاه الله عن صبره تلك السنوات.

■ عشتها قصة قد تقول أنها من الخيال لكن هي حقيقة لا خيال.