خالد محسن الجابري.
عدد المشاركات : 22
1438/08/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿6614﴾﴾
السمات الرئيسة لمدرسة البيئة.
◄ هناك عدة سمات ينبغي توافرها في المدرسة حتى نطلق عليها (مدرسة البيئة) وهذه السمات ينبغي أن تهدف إليها المدرسة في المجتمع، وهي :
1ـ مدرسة البيئة وتحسين مستوى المعيشة.
تهدف التربية الحديثة إلى الارتفاع بمستوى معيشة أفراد البيئة المدرسية، ويتحقق ذلك عن طريق توفير الوسائل الكفيلة التي تساعد على النمو الجسمي والروحي والعاطفي لأفراد البيئة، هذا بالإضافة إلى إكسابهم مهارات وقدرات في العمل يستطيعون بها المساهمة في عملية الإنتاج وزيادة معدلاته، وينعكس أثر ذلك على الارتفاع بمستوى دخل الفرد وتقدمه مادياً واجتماعياً وثقافياً.
2ـ مدرسة البيئة ومحور عملها.
إن إكساب المهارات والخبرات ضروري لنمو الأفراد وتطورهم والخبرة المكتسبة بالممارسة العملية أفضل من الخبرة النظرية، والتربية الجيدة هي التي تستطيع جعل مشكلات الحياة الواقعية محوراً أساسياً لعمليات التعلم بالمدرسة، ورغم أن الكتب والوسائل التعليمية الأخرى لها دور أساسي وهام في العملية التربوية، إلا أن فاعليتها تزداد إذا ما استطاعت المدرسة أن تهيئ لطلابها فرصاً أكثر في التعلم من خلال بيئتهم، ويمكن أن يحدث ذلك بتبادل الخبرة بين المدرسة وبيئتها، فتنظم المدرسة مناهجها أو أنشطتها حول دراسة البيئة لتوفير الحاجات الإنسانية الأساسية ، مثل استغلال البيئة الطبيعية، إحداث التوافق بين الفرد وبيئته، تحسين الصحة، تبادل الآراء والأفكار، العمل على زيادة الإنتاج وتحسينه لرفع مستوى المعيشة، ويمثل هذه المناهج أو الأنشطة نكسب خبرات واقعية عندما تصبح البيئة مختبراً يتم فيه ممارسة كثير من العمليات التربوية التي تتم داخل مدارسنا اليوم، وإذا كانت المناهج تدور حول مفهوم العلم للعلم فإن مهمة الإدارة المدرسية الواعية تطويع أجزاء من هذه المناهج والأنشطة بحيث تكون محور عمل تربوي في البيئة المحلية.
3ـ مدرسة البيئة واستخدامها كمرفق في خدمة البيئة.
تعتبر المدرسة من الأماكن المعدة إعداداً جيداً وفق شروط وقواعد معينة، فلها إمكانيات عديدة يمكن بواسطتها تحقيق خدمات متعددة للبيئة المحلية، فتتصف بسعة المكان ونظافته وقربه من المواصلات وتوفر الملاعب والمكتبات وقاعات الاجتماعات وصالات العرض، وبناء على هذه الاعتبارات يمكن أن يتوجه المواطنون إلى المدرسة بقصد الدراسة أو العمل أو الترفيه فتعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات لدراسة مشكلات البيئة وكيفية التغلب عليها، ودورات لتعليم الكبار، والحفلات المدرسية، والعروض المسرحية والمعارض العامة والمباريات الرياضية بالإضافة إلى دورات تعليمية لإكساب الأفراد بعض المهارات التقنية كالنجارة والسباكة وإصلاح الأجهزة الكهربائية، وعندما تستطيع المدرسة تحقيق ذلك بالإمكانات المتوفرة لديها، يمكن أن نسميها بمدرسة البيئة، وهناك مجموعة من العوامل التي تؤكد على ضرورة استخدام مرافق المدرسة في خدمة البيئة، وهي :
أ ـ تقع المدرسة عادة في مكان يتوسط المدينة أو الحي مما يجعل اتصال أهل البيئة أمراً ميسوراً .
ب ـ يتوفر بالمدرسة أمكنة تصلح لمختلف النشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية كالملاعب والمكتبات والقاعات وغيرها .
ج ـ يخلو المبنى المدرسي فترات زمنية طويلة كل عام خلال العطلات ويمكن الاستفادة منه لإقامة المعسكرات والدورات والأنشطة الأخرى .
د ـ للمدرسة عادات وتقاليد مستمدة من البيئة مما يجعل مشروعاتها توافق البيئة وتحرز نجاحاً طيباً .
هـ ـ يمكن للمدرسة استخدام القوى البشرية المتوفرة لديها كرائد النشاط أو مدرس التربية الرياضية في خدمة البيئة .
و ـ تفتقر بعض البيئات للأندية الرياضية والاجتماعية اللازمة لقضاء وقت الفراغ مما يعرض الطلاب وأهالي الحي للملل والضيق النفسي، والمدرسة بما تحرزه من إمكانات متعددة يمكن أن تكون مكاناً جيداً لقضاء وقت الفراغ.
يتضح مما سبق أن كثيراً من الحاجات الاجتماعية يمكن أن تتحقق عندما تستخدم الإدارة المدرسية إمكانيات المدرسة استخداماً صحيحاً وسليماً في خدمة البيئة المحلية.
4ـ مدرسة البيئة وإحداث التوافق الاجتماعي.
تتجه المدرسة الجيدة إلى العمل مع غيرها من سائر منظمات البيئة التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة، وتحرص على إيجاد صلة من الترابط الوثيق بين هذه المنظمات وتنسق العمل بينها من أجل تحقيق أهداف البيئة وحل مشكلاتها بأقل الوسائل الممكنة.
إن هذا الدور إذا استطاعت المدرسة أداؤه فإنها تتمكن من إحداث التوافق بين أفراد المجتمع ومنظماته الاجتماعية، وبذلك تتحقق أهدافه القريبة والبعيدة، وفي ضوء ما سبق نجد المدرسة والبيئة بإمكاناتها المتعددة والمتباينة يمكن أن يقيما علاقات تقوم على التكامل والتعاون وتبادل المنفعة فتستفيد المدرسة من البيئة وتفيدها.
وتستطيع المدرسة بما فيها من إدارة مدرسية ناجحة أن تصنع أسس هذا التكامل والتعاون وترسم خطط تحقيق في إطار من المشاركة القائمة على التعاون مع كافة الهيئات التي تعمل لخدمة البيئة، وينبغي على الإدارة المدرسية أن تهتم بالاقتراحات التي تصدر عن الجهات التي تؤثر في التعليم وتتأثر به بطرق متعددة ومختلفة وفقاً لشتى العوامل.
■ بعض المشروعات التي يمكن للمدرسة تقديمها لتحسين البيئة :
1ـ الاشتراك في حملات تنظيف الحي.
2ـ إنشاء مركز للإسعافات الأولية.
3ـ نشر الوعي الصحي بين المواطنين (كالمساهمة في مكافحة الأمراض المعدية ـ حملات التطعيم).
4 ـ مكافحة العادات والتقاليد السيئة.
5 ـ مكافحة التدخين وإيضاح مساوئه الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
6 ـ تنظيم الاحتفال بالمناسبات التي يعني بها أبناء الوطن.
7 ـ إنشاء فصول لمحو الأمية وتعليم الكبار.
8 ـ المساهمة في تنظيم المرور.
9 ـ تشجير البيئة المحلية.
10 ـ تنظيف المساجد وتزويدها بالمصاحف وكتب التفسير والحديث .. الخ.
11 ـ المساهمة في التنظيم والإرشاد والتوجيه أثناء موسم الحج في المشاعر المقدسة.
12 ـ عقد ندوات ومحاضرات ثقافية في موضوعات تهم المواطنين.
13 ـ تمهيد وتسوية بعض الطرق وتشجيرها.
14 ـ حث المواطنين على تأدية واجباتهم مقابل ما ينعمون به من حقوق في بيئتهم المحلية.
◄ الإطار النظري لمشروع نحو بيئة مدرسية أفضل ــ إعداد : خالد محسن الجابري ــ يوسف عبدالعزيز القاسم ــ عبدالله أحمد هادي.
|| خالد محسن الجابري : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات :: ﴿﴿6614﴾﴾
السمات الرئيسة لمدرسة البيئة.
◄ هناك عدة سمات ينبغي توافرها في المدرسة حتى نطلق عليها (مدرسة البيئة) وهذه السمات ينبغي أن تهدف إليها المدرسة في المجتمع، وهي :
1ـ مدرسة البيئة وتحسين مستوى المعيشة.
تهدف التربية الحديثة إلى الارتفاع بمستوى معيشة أفراد البيئة المدرسية، ويتحقق ذلك عن طريق توفير الوسائل الكفيلة التي تساعد على النمو الجسمي والروحي والعاطفي لأفراد البيئة، هذا بالإضافة إلى إكسابهم مهارات وقدرات في العمل يستطيعون بها المساهمة في عملية الإنتاج وزيادة معدلاته، وينعكس أثر ذلك على الارتفاع بمستوى دخل الفرد وتقدمه مادياً واجتماعياً وثقافياً.
2ـ مدرسة البيئة ومحور عملها.
إن إكساب المهارات والخبرات ضروري لنمو الأفراد وتطورهم والخبرة المكتسبة بالممارسة العملية أفضل من الخبرة النظرية، والتربية الجيدة هي التي تستطيع جعل مشكلات الحياة الواقعية محوراً أساسياً لعمليات التعلم بالمدرسة، ورغم أن الكتب والوسائل التعليمية الأخرى لها دور أساسي وهام في العملية التربوية، إلا أن فاعليتها تزداد إذا ما استطاعت المدرسة أن تهيئ لطلابها فرصاً أكثر في التعلم من خلال بيئتهم، ويمكن أن يحدث ذلك بتبادل الخبرة بين المدرسة وبيئتها، فتنظم المدرسة مناهجها أو أنشطتها حول دراسة البيئة لتوفير الحاجات الإنسانية الأساسية ، مثل استغلال البيئة الطبيعية، إحداث التوافق بين الفرد وبيئته، تحسين الصحة، تبادل الآراء والأفكار، العمل على زيادة الإنتاج وتحسينه لرفع مستوى المعيشة، ويمثل هذه المناهج أو الأنشطة نكسب خبرات واقعية عندما تصبح البيئة مختبراً يتم فيه ممارسة كثير من العمليات التربوية التي تتم داخل مدارسنا اليوم، وإذا كانت المناهج تدور حول مفهوم العلم للعلم فإن مهمة الإدارة المدرسية الواعية تطويع أجزاء من هذه المناهج والأنشطة بحيث تكون محور عمل تربوي في البيئة المحلية.
3ـ مدرسة البيئة واستخدامها كمرفق في خدمة البيئة.
تعتبر المدرسة من الأماكن المعدة إعداداً جيداً وفق شروط وقواعد معينة، فلها إمكانيات عديدة يمكن بواسطتها تحقيق خدمات متعددة للبيئة المحلية، فتتصف بسعة المكان ونظافته وقربه من المواصلات وتوفر الملاعب والمكتبات وقاعات الاجتماعات وصالات العرض، وبناء على هذه الاعتبارات يمكن أن يتوجه المواطنون إلى المدرسة بقصد الدراسة أو العمل أو الترفيه فتعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات لدراسة مشكلات البيئة وكيفية التغلب عليها، ودورات لتعليم الكبار، والحفلات المدرسية، والعروض المسرحية والمعارض العامة والمباريات الرياضية بالإضافة إلى دورات تعليمية لإكساب الأفراد بعض المهارات التقنية كالنجارة والسباكة وإصلاح الأجهزة الكهربائية، وعندما تستطيع المدرسة تحقيق ذلك بالإمكانات المتوفرة لديها، يمكن أن نسميها بمدرسة البيئة، وهناك مجموعة من العوامل التي تؤكد على ضرورة استخدام مرافق المدرسة في خدمة البيئة، وهي :
أ ـ تقع المدرسة عادة في مكان يتوسط المدينة أو الحي مما يجعل اتصال أهل البيئة أمراً ميسوراً .
ب ـ يتوفر بالمدرسة أمكنة تصلح لمختلف النشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية كالملاعب والمكتبات والقاعات وغيرها .
ج ـ يخلو المبنى المدرسي فترات زمنية طويلة كل عام خلال العطلات ويمكن الاستفادة منه لإقامة المعسكرات والدورات والأنشطة الأخرى .
د ـ للمدرسة عادات وتقاليد مستمدة من البيئة مما يجعل مشروعاتها توافق البيئة وتحرز نجاحاً طيباً .
هـ ـ يمكن للمدرسة استخدام القوى البشرية المتوفرة لديها كرائد النشاط أو مدرس التربية الرياضية في خدمة البيئة .
و ـ تفتقر بعض البيئات للأندية الرياضية والاجتماعية اللازمة لقضاء وقت الفراغ مما يعرض الطلاب وأهالي الحي للملل والضيق النفسي، والمدرسة بما تحرزه من إمكانات متعددة يمكن أن تكون مكاناً جيداً لقضاء وقت الفراغ.
يتضح مما سبق أن كثيراً من الحاجات الاجتماعية يمكن أن تتحقق عندما تستخدم الإدارة المدرسية إمكانيات المدرسة استخداماً صحيحاً وسليماً في خدمة البيئة المحلية.
4ـ مدرسة البيئة وإحداث التوافق الاجتماعي.
تتجه المدرسة الجيدة إلى العمل مع غيرها من سائر منظمات البيئة التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة، وتحرص على إيجاد صلة من الترابط الوثيق بين هذه المنظمات وتنسق العمل بينها من أجل تحقيق أهداف البيئة وحل مشكلاتها بأقل الوسائل الممكنة.
إن هذا الدور إذا استطاعت المدرسة أداؤه فإنها تتمكن من إحداث التوافق بين أفراد المجتمع ومنظماته الاجتماعية، وبذلك تتحقق أهدافه القريبة والبعيدة، وفي ضوء ما سبق نجد المدرسة والبيئة بإمكاناتها المتعددة والمتباينة يمكن أن يقيما علاقات تقوم على التكامل والتعاون وتبادل المنفعة فتستفيد المدرسة من البيئة وتفيدها.
وتستطيع المدرسة بما فيها من إدارة مدرسية ناجحة أن تصنع أسس هذا التكامل والتعاون وترسم خطط تحقيق في إطار من المشاركة القائمة على التعاون مع كافة الهيئات التي تعمل لخدمة البيئة، وينبغي على الإدارة المدرسية أن تهتم بالاقتراحات التي تصدر عن الجهات التي تؤثر في التعليم وتتأثر به بطرق متعددة ومختلفة وفقاً لشتى العوامل.
■ بعض المشروعات التي يمكن للمدرسة تقديمها لتحسين البيئة :
1ـ الاشتراك في حملات تنظيف الحي.
2ـ إنشاء مركز للإسعافات الأولية.
3ـ نشر الوعي الصحي بين المواطنين (كالمساهمة في مكافحة الأمراض المعدية ـ حملات التطعيم).
4 ـ مكافحة العادات والتقاليد السيئة.
5 ـ مكافحة التدخين وإيضاح مساوئه الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
6 ـ تنظيم الاحتفال بالمناسبات التي يعني بها أبناء الوطن.
7 ـ إنشاء فصول لمحو الأمية وتعليم الكبار.
8 ـ المساهمة في تنظيم المرور.
9 ـ تشجير البيئة المحلية.
10 ـ تنظيف المساجد وتزويدها بالمصاحف وكتب التفسير والحديث .. الخ.
11 ـ المساهمة في التنظيم والإرشاد والتوجيه أثناء موسم الحج في المشاعر المقدسة.
12 ـ عقد ندوات ومحاضرات ثقافية في موضوعات تهم المواطنين.
13 ـ تمهيد وتسوية بعض الطرق وتشجيرها.
14 ـ حث المواطنين على تأدية واجباتهم مقابل ما ينعمون به من حقوق في بيئتهم المحلية.
◄ الإطار النظري لمشروع نحو بيئة مدرسية أفضل ــ إعداد : خالد محسن الجابري ــ يوسف عبدالعزيز القاسم ــ عبدالله أحمد هادي.
|| خالد محسن الجابري : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ هناك عدة سمات ينبغي توافرها في المدرسة حتى نطلق عليها (مدرسة البيئة) وهذه السمات ينبغي أن تهدف إليها المدرسة في المجتمع، وهي :
1ـ مدرسة البيئة وتحسين مستوى المعيشة.
تهدف التربية الحديثة إلى الارتفاع بمستوى معيشة أفراد البيئة المدرسية، ويتحقق ذلك عن طريق توفير الوسائل الكفيلة التي تساعد على النمو الجسمي والروحي والعاطفي لأفراد البيئة، هذا بالإضافة إلى إكسابهم مهارات وقدرات في العمل يستطيعون بها المساهمة في عملية الإنتاج وزيادة معدلاته، وينعكس أثر ذلك على الارتفاع بمستوى دخل الفرد وتقدمه مادياً واجتماعياً وثقافياً.
2ـ مدرسة البيئة ومحور عملها.
إن إكساب المهارات والخبرات ضروري لنمو الأفراد وتطورهم والخبرة المكتسبة بالممارسة العملية أفضل من الخبرة النظرية، والتربية الجيدة هي التي تستطيع جعل مشكلات الحياة الواقعية محوراً أساسياً لعمليات التعلم بالمدرسة، ورغم أن الكتب والوسائل التعليمية الأخرى لها دور أساسي وهام في العملية التربوية، إلا أن فاعليتها تزداد إذا ما استطاعت المدرسة أن تهيئ لطلابها فرصاً أكثر في التعلم من خلال بيئتهم، ويمكن أن يحدث ذلك بتبادل الخبرة بين المدرسة وبيئتها، فتنظم المدرسة مناهجها أو أنشطتها حول دراسة البيئة لتوفير الحاجات الإنسانية الأساسية ، مثل استغلال البيئة الطبيعية، إحداث التوافق بين الفرد وبيئته، تحسين الصحة، تبادل الآراء والأفكار، العمل على زيادة الإنتاج وتحسينه لرفع مستوى المعيشة، ويمثل هذه المناهج أو الأنشطة نكسب خبرات واقعية عندما تصبح البيئة مختبراً يتم فيه ممارسة كثير من العمليات التربوية التي تتم داخل مدارسنا اليوم، وإذا كانت المناهج تدور حول مفهوم العلم للعلم فإن مهمة الإدارة المدرسية الواعية تطويع أجزاء من هذه المناهج والأنشطة بحيث تكون محور عمل تربوي في البيئة المحلية.
3ـ مدرسة البيئة واستخدامها كمرفق في خدمة البيئة.
تعتبر المدرسة من الأماكن المعدة إعداداً جيداً وفق شروط وقواعد معينة، فلها إمكانيات عديدة يمكن بواسطتها تحقيق خدمات متعددة للبيئة المحلية، فتتصف بسعة المكان ونظافته وقربه من المواصلات وتوفر الملاعب والمكتبات وقاعات الاجتماعات وصالات العرض، وبناء على هذه الاعتبارات يمكن أن يتوجه المواطنون إلى المدرسة بقصد الدراسة أو العمل أو الترفيه فتعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات لدراسة مشكلات البيئة وكيفية التغلب عليها، ودورات لتعليم الكبار، والحفلات المدرسية، والعروض المسرحية والمعارض العامة والمباريات الرياضية بالإضافة إلى دورات تعليمية لإكساب الأفراد بعض المهارات التقنية كالنجارة والسباكة وإصلاح الأجهزة الكهربائية، وعندما تستطيع المدرسة تحقيق ذلك بالإمكانات المتوفرة لديها، يمكن أن نسميها بمدرسة البيئة، وهناك مجموعة من العوامل التي تؤكد على ضرورة استخدام مرافق المدرسة في خدمة البيئة، وهي :
أ ـ تقع المدرسة عادة في مكان يتوسط المدينة أو الحي مما يجعل اتصال أهل البيئة أمراً ميسوراً .
ب ـ يتوفر بالمدرسة أمكنة تصلح لمختلف النشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية كالملاعب والمكتبات والقاعات وغيرها .
ج ـ يخلو المبنى المدرسي فترات زمنية طويلة كل عام خلال العطلات ويمكن الاستفادة منه لإقامة المعسكرات والدورات والأنشطة الأخرى .
د ـ للمدرسة عادات وتقاليد مستمدة من البيئة مما يجعل مشروعاتها توافق البيئة وتحرز نجاحاً طيباً .
هـ ـ يمكن للمدرسة استخدام القوى البشرية المتوفرة لديها كرائد النشاط أو مدرس التربية الرياضية في خدمة البيئة .
و ـ تفتقر بعض البيئات للأندية الرياضية والاجتماعية اللازمة لقضاء وقت الفراغ مما يعرض الطلاب وأهالي الحي للملل والضيق النفسي، والمدرسة بما تحرزه من إمكانات متعددة يمكن أن تكون مكاناً جيداً لقضاء وقت الفراغ.
يتضح مما سبق أن كثيراً من الحاجات الاجتماعية يمكن أن تتحقق عندما تستخدم الإدارة المدرسية إمكانيات المدرسة استخداماً صحيحاً وسليماً في خدمة البيئة المحلية.
4ـ مدرسة البيئة وإحداث التوافق الاجتماعي.
تتجه المدرسة الجيدة إلى العمل مع غيرها من سائر منظمات البيئة التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة، وتحرص على إيجاد صلة من الترابط الوثيق بين هذه المنظمات وتنسق العمل بينها من أجل تحقيق أهداف البيئة وحل مشكلاتها بأقل الوسائل الممكنة.
إن هذا الدور إذا استطاعت المدرسة أداؤه فإنها تتمكن من إحداث التوافق بين أفراد المجتمع ومنظماته الاجتماعية، وبذلك تتحقق أهدافه القريبة والبعيدة، وفي ضوء ما سبق نجد المدرسة والبيئة بإمكاناتها المتعددة والمتباينة يمكن أن يقيما علاقات تقوم على التكامل والتعاون وتبادل المنفعة فتستفيد المدرسة من البيئة وتفيدها.
وتستطيع المدرسة بما فيها من إدارة مدرسية ناجحة أن تصنع أسس هذا التكامل والتعاون وترسم خطط تحقيق في إطار من المشاركة القائمة على التعاون مع كافة الهيئات التي تعمل لخدمة البيئة، وينبغي على الإدارة المدرسية أن تهتم بالاقتراحات التي تصدر عن الجهات التي تؤثر في التعليم وتتأثر به بطرق متعددة ومختلفة وفقاً لشتى العوامل.
■ بعض المشروعات التي يمكن للمدرسة تقديمها لتحسين البيئة :
1ـ الاشتراك في حملات تنظيف الحي.
2ـ إنشاء مركز للإسعافات الأولية.
3ـ نشر الوعي الصحي بين المواطنين (كالمساهمة في مكافحة الأمراض المعدية ـ حملات التطعيم).
4 ـ مكافحة العادات والتقاليد السيئة.
5 ـ مكافحة التدخين وإيضاح مساوئه الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
6 ـ تنظيم الاحتفال بالمناسبات التي يعني بها أبناء الوطن.
7 ـ إنشاء فصول لمحو الأمية وتعليم الكبار.
8 ـ المساهمة في تنظيم المرور.
9 ـ تشجير البيئة المحلية.
10 ـ تنظيف المساجد وتزويدها بالمصاحف وكتب التفسير والحديث .. الخ.
11 ـ المساهمة في التنظيم والإرشاد والتوجيه أثناء موسم الحج في المشاعر المقدسة.
12 ـ عقد ندوات ومحاضرات ثقافية في موضوعات تهم المواطنين.
13 ـ تمهيد وتسوية بعض الطرق وتشجيرها.
14 ـ حث المواطنين على تأدية واجباتهم مقابل ما ينعمون به من حقوق في بيئتهم المحلية.
◄ الإطار النظري لمشروع نحو بيئة مدرسية أفضل ــ إعداد : خالد محسن الجابري ــ يوسف عبدالعزيز القاسم ــ عبدالله أحمد هادي.
|| خالد محسن الجابري : عضو منهل الثقافة التربوية.