من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿3685﴾.
عدد المشــاركات : ﴿723﴾.

نقل التقنية وتطبيقاته العلمية.
■ يقتصر تعريف الكثير من الكتاب والمهتمين، إعلاميا، بنقل التقنية أنها تقنية التسلح النووي، ويتم اختزال كافة التقنيات تحت هذا المفهوم، ويبرر الكثير من المهتمين بنقل التقنية، واهمين، أن سبب التخلف في نقلها يعود إلى سببين رئيسين هما : هيمنة الدول المتقدمة تقنيا وجهودها لعرقلة مشاريع نقل التقنية، والسبب الثاني هو ما يسمى بالحكومات العميلة للدول المتقدمة تقنياً.
وبقدر استخفافي بهذه المبررات الواهية التي تم ترسيخها في عقول البعض سنوات عدة، فإنني أجد أن ترسيخ هذه المفاهيم والمبررات الواهية في العقول والأفكار هي السبب الرئيس في الفشل في تطور العالم العربي تقنيا وتشتيت الجهود والميزانيات.
إن القفز على أساسيات البحث العلمي وتجاهل إيجاد القاعدة العلمية والفكرية للباحثين والمجتمع وتوجيهها لما يخدم مصالح الأمة هي السبب الحقيقي في فشلنا الذريع في نقل التقنية.
إن اقتصار التقنية بجهاز يتم شراؤه وإدخاله في الصناعات المحلية، دون إعداد الكوادر الفنية والعلمية المؤهلة علميا وفكريا للتعامل مع هذه التقنية، مفهوم قاصر وقفز على الأسس والقواعد العلمية.
كما أن قصر التقنية وتطبيقاتها على الأسلحة والمفاعلات النووية أمر في غاية السذاجة والعدوانية، ولهذا السبب تحاول الدول المتقدمة تقنيا الحد من التسلح النووي خوفا من وقوع هذه الأسلحة في يد من لن يتوانى في استخدامها دون حد أو رادع، وليس هذا مجال الحديث عن ذلك.
إن تقنية الصناعات السلمية كثيرة ومتنوعة ويتم استيرادها في الوقت الراهن كصندوق أسود غامض يصعب على مشغليه التعامل معه والبحث في خفاياه نتيجة عدم التأهيل العلمي والفني للعاملين على هذه التقنيات.
إن أقصر الطرق للوصول إلى مبتغانا في نقل التقنية يمكن تلخيصه، مع الحاجة الماسة لمزيد من التفاصيل والشرح، بإيجاد قاعدة علمية قادرة على البحث والتطوير والابتكار العلمي وتتنوع مجالات البحث والتطوير بداية من دراسة الوضع الراهن والاحتياج إلى تطبيق وتفعيل الخطط المستقبلية التي تم رسمها وتحديدها بجدول زمني للقطاعات التالية :
1 ـ التربية والتعليم :
رفع مستوى المناهج العلمية والقائمين على تعليمها وتدريسها، إيجاد المختبرات الأساسية، إدخال مفهوم البحث والتطوير في التعليم الأساسي، التعريف بأهمية التقنية وأثرها على مستقبل الأجيال، وكذلك أهمية ذلك في تنمية المجتمع.

2 ـ التعليم العالي :
تنسيق وتحديد الأولويات واحتياجات الدولة الأساسية في مجال التقنية والأبحاث، ردم الهوة بين القطاع التعليمي ومؤسسات الصناعة والإنتاج، توظيف ودعم الأبحاث العلمية، تشجيع وإيجاد مفاهيم راسخة للبحث العلمي وسبل تطبيقه واستخدامه في الصناعات السلمية.

3 ـ التعليم الفني والتدريب المهني :
تأهيل القوى العاملة والمدربة على التعامل مع التقنيات الحديثة، دعم البرامج البحثية المميزة، تسهيل مهام وتشجيع العاملين في المجال الفني في تطوير قدراتهم ومعارفهم الفنية والعلمية، وتصميم البرامج التدريبية الملائمة لحاجة سوق العمل.

4 ـ الثقافة والإعلام :
نشر الوعي العلمي والتقني عن طريق التعليم الأساسي والعالي، وعن طريق وسائل الإعلام بشتى السبل والطرق، وكذلك التوسع في إيجاد المعارض والمؤتمرات العلمية والتقنية، وإبراز دور الباحث في تطور وتنمية المجتمع لغرس الثقافة العلمية والتقنية في عقول وأفكار المجتمع.

5 ـ مجال الخدمات والإدارة :
التنسيق بين الاحتياجات الفعلية لدى القطاعات الخدمية مثل : الصناعة ـ الصحة ـ الزراعة ـ النقل ـ والاتصالات وكذلك المجالات الإدارية الشاملة التي سيتم التطرق لها لاحقاً لضيق المساحة.
تجدر الإشارة إلى أن الوصول إلى الأهداف وتحقيق الخطط المرسومة لن يتم بقيام كل جهة تم ذكرها بواجبها على أكمل وجه، بل إن التنسيق وتكامل الجميع هو المعيار الحقيقي للوصول إلى الأهداف المرسومة، وهنا يكمن التحدي.