أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. محمد علي المسعري.
إجمالي القراءات : ﴿21258﴾.
عدد المشــاركات : ﴿30﴾.

نظريات الحوافز الإدارية : ماسلو (هرمية سلم الحاجات).
■ تعد نظرية سلم الحاجات التي وضعها أبراهام ماسلو، من أكثر نظريات الحفز شيوعا وقدرة على تفسير السلوك الإنساني، حيث يرى أن سلوك الفرد يأتي نتيجة لاحتياجات غير مشبعة، هذه الاحتياجات رتبها في شكل هرمي ذي خمس مستويات بناء على أهميتها، ولا بد من إشباعها بالتدريج حسب الأهمية إذا رغب التنظيم في استخدام هذه الحاجات للتأثير على سلوك منسوبيه، وتقوم نظرية ماسلو على مبدأين أساسين :
● حاجات الفرد مرتبة ترتيبا تصاعديا على شكل سلم بحسب أولويتها للفرد.
● الحاجات غير المشبعة هي التي تؤثر على سلوك الفرد وحفزه ، أما الحاجات المشبعة فلا تؤثر على سلوك الفرد، وبالتالي ينتهي دورها في عملية الحفز.

● صفات أخرى للحاجات الأساسية :
1 ـ هرم الحاجات لماسلو ليس ثابتا، وهناك بعض الناس وضعوا الحاجات الأساسية حسب ترتيب ماسلو إلا أن هناك عددا من الاستثناءات هي :
■ يبدو لبعض الناس تقدير الذات أكثر أهمية من الحب، وهذا الانعكاس الشائع في ترتيب الهرم يعود إلى تطور فكرة أن الشخص الأوفر حظًا في أن يحظى بالحب هو الشخص القوي، أو صاحب النفوذ الشخصي الذي يوحي بالاحترام، أو الرهبة الواثق من نفسه الجريء، لذلك فإن الناس الذين يفتقدون الحب، أو يسعون إليه يحاولون جاهدين أن يتقمصوا سلوكا جزئيا، أو واثقا إلا أن سعيهم للتقدير العالي للذات، أو السلوكيات التي تعبر عنه، هي في الأساس وسيلة لغاية أكثر من كونها هدف، وهم يسعون لتأكيد الذات من أجل الحب أكثر من سعيهم لتقدير الذات للذات.
■ هناك أناس مبدعون بالفطرة، ويبدو دافع الإبداع لديهم أكثر أهمية من أي دافع مضاد وقد لا يبدو إبداعهم بمثابة تحقيق للذات أطلقه إشباع الحاجات الأساسية، بل أُطلق رغم إشباع الحاجات الأساسية.
■ مستوى الطموحات لدى فئة معينة من الناس قد يكون منخفضا، أو قصير المدى بشكل دائم أي أن الأهداف الأقل سيطرة قد تضيع ، وتختفي إلى الأبد، بحيث إن الشخص الذي عاش حياة ذات مستوى منخفض جدا قد يعيش حياته كلها قانعا إن تمكن من الحصول على كفايته من الطعام.
■ ما يدعى بالشخصية السيكوباتية، هي مثال آخر على الفقدان الدائم لحاجات الحب وهؤلاء هم أشخاص عانوا من حرمان شديد من الحب في الأشهر الأولى من حياتهم وفقدوا ببساطة الرغبة في القدرة على منح العواطف، أو تلقيها.
■ سبب آخر لقلب الترتيب الهرمي للحاجات الأساسية هو أنه حين يتم إشباع إحدى الحاجات لفترة طويلة، فقد تقل قيمة هذه الحاجات لديهم، فالناس الذين لم يعانوا قط من جوع مزمن يميلون إلى تقليل من تأثيراته، والنظر إلى الجوع على أنه أمر غير مهم .. وإذا سيطرت عليهم حاجة أعلى فإن هذه الحاجة ستبدو الأهم بشكل مطلق.
ثمة تفسير جزئي آخر لما يبدو أنه قلب للترتيب الهرمي للحاجات نراه في حقيقة أننا تحدثنا عن الترتيب الهرمي للسيطرة من ناحية الرغبات، أو المطالب التي نستشعرها بشكل واع، وليس من ناحية السلوك ، فالنظر إلى السلوك ذاته قد يعطي انطباعا خاطئا وما نحاول قوله هو أن الشخص يرغب في الحاجة الأساسية الأكثر من حاجتين حرم منهما، ولا يوجد مضامين ضرورية تجعله يزيف رغباته.

2 ـ إذا كانت الاستثناءات المتعلقة بالمثاليات، ومعايير المجتمع الراقي، والقيم السامية أهم شيء فسيصبح الناس مستعدون للتخلي عن كل شيء من أجل غاية أو قيمة مثالية. وقد نتمكن من فهم هؤلاء الناس جزئيا على الأقل بالإشارة إلى مفهوم أساس يمكن أن نطلق عليه ازدياد تقبل الإحباط عن طريق إرضاء سابق.
فالأشخاص الذين أشبعت حاجاتهم طوال حياتهم، فإنهم يطورون قوى استثنائية للصمود في وجه كل ما يعترض تلك الاحتياجات حاضرا، أو مستقبلا ومن ذلك:
أ ـ درجات الإشباع النسبي.
ب ـ صفة اللاوعي في الحاجات.
ج ـ التخصيص والتعميم لثقافة الحاجات.
د ـ الحوافز المضاعفة للسلوك.
هـ ـ المقررات المضاعفة للسلوك.
في سلم الحاجات لـ (أبراهام ماسلو) نجد أن الفرد عادة يسعى إلى تحقيق هذه الحاجات، أو تحقق لديه من خلال عمله، ويسعى لإشباع حاجاته، فكلما أشبع حاجة سعى لإشباع الأخرى، فطبعي أنه يشبع الحاجات التي تحتاج إلى إشباع، فمثلا الحاجات الفسيولوجية تشبع لدى الفرد من خلال ما يتقاضاه من أجر على عمله، ولا يقتصر الأمر على الحاجات الفسيولوجية، بل كل الحاجات، فالمعول الوحيد الذي يعول عليه في إشباع هذه الحاجات هو الفرد نفسه.
هذه النظرية على قدر كبير من الصواب، فكثير من المديرين، وأصحاب المنشآت يعتمدون على مبدأ إشباع الحاجات حسب ترتيبها في سلم ماسلو، بصرف النظر عن العامل والعمل، ولكن الفرد المسلم يكسر قاعدة هذه النظرية؛ لأنه يقوم بعمله على خير وجه، وحسب ما هو مطلوب منه دون أن ينظر إلى إشباع حاجاته، فإن أشبعت حاجاته كان ذلك خيرا وبركة له وإن لم تشبع، فذلك لا يؤثر على أدائه لعمله؛ لأن تعامل الفرد يكون مع خالقه الذي سيجزيه الجزاء الأوفى.
يقول الله تعالى : (أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى (41)) (النجم : 038 - 041).
image النظريات العلمية : نظريات الحوافز الإدارية.