من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالله أحمد هادي.
إجمالي القراءات : ﴿13785﴾.
عدد المشــاركات : ﴿126﴾.

ثقافة الحوار : تعريف الحوار «2».
■ تعريف : الحوار في اللغة.
أصل كلمة (الحوار) هو : (الحاء ـ الواو ـ الراء). وقد بين ابن فارس في (معجم المقاييس في اللغة) أن : (الحاء والواو والراء) ثلاثة أصول : أحدها لون، والآخر الرجوع، والثالث أن يدور الشيء دوراً (1).
وتعود أصل كلمة الحوار إلى (الحَوْر) وهو الرجوع عن الشيء وإلى الشيء، يقال : (حار بعدما كار)، والحوْر النقصان بعد الزيادة لأنه رجوع من حال إلى حال، وفي الحديث الشريف : (نعوذ بالله من الحور بعد الكور) (2) معناه من (النقصان بعد الزيادة)، التحاور : التجاوب، تقول : كلمته فما حار إلي جواباً، أي : ما رد جواباً (3)، قال الله تعالى : (إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ) (الانشقاق : 14)، أي : لن يرجع (4)، وهم يتحاورون أي : يتراجعون الكلام، والمحاورة : مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة (5).
وفي أساس البلاغة : (حاورته : راجعته الكلام، وهو حسن الحوار، وكلمته فما رد علي محورة) (6).
وفي القاموس المحيط : (تحاوروا : تراجعوا الكلام بينهم) (7) وقد ورد ذلك أيضاَ في المعجم الوسيط (8).
أما في تاج العروس : فيقصد بالمحاورة (المجاوبة ومراجعة النطق والكلام في المخاطبة) (9).
وقد ذهب آخرون إلى أن الحوار لغة : المجاوبة والمجادلة والمراجعة (10).

■ تعريف : الحوار في الاصطلاح .
الحوار هو : نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين، يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب (11).
الحوار هو : أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب، بشرط وحدة الموضوع أو الهدف، فيتبادلان النقاش حول أمر معين، وقد يصلان إلى نتيجة وقد لا يقنع أحدهما الآخر ولكن السامع يأخذ العبرة ويكوّن لنفسه موقفاً (12).
الحوار هو : محادثة بين شخصين أو فريقين، حول موضوع محدد، لكل منهما وجهة نظر خاصة به، هدفها الوصول إلى الحقيقة، أو إلى أكبر قدر ممكن من تطابق وجهات النظر، بعيداً عن الخصومة أو التعصب، بطريق يعتمد على العلم والعقل، مع استعداد كلا الطرفين لقبول الحقيقة ولو ظهرت على يد الطرف الآخر (13).
الحوار هو : حديث بين طرفين أو أكثر حول قضية معينة، الهدف منها الوصول إلى الحقيقة، بعيداً عن الخصومة والتعصب بل بطريقة علمية إقناعية، ولا يُشترط فيها الحصول على نتائج فورية (14).
الحوار هو : أدب تجاذب الحديث بشكل عام (15) (تعريف موسع).
وعقب هذا الاستعراض يُمكن القول : أن الحوار هو تبادل الآراء بين طرفين بأسلوب علمي وصولاً إلى الحقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : أبو الحسين أحمد ابن فارس، معجم المقاييس في اللغة، (بيروت : دار الفكر، 1418هـ) ص287.
(2) : صحيح الإمام مسلم، الحج، باب 75، الحديث 3340.
(3) : ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري، لسان العرب (بيروت : دار صادر، 1412هـ)، الجزء الخامس، ص297.
(4) : محمد بن علي الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، راجعه وعلق عليه الشيخ : هشام البخاري، والشيخ : خضر عكاري، الطبعة الأولى (بيروت : المكتبة العصرية، 1418هـ) الجزء الخامس، ص515.
(5) : ابن منظور، مرجع سابق، ص218.
(6) : جار الله محمود بن عمرالزمخشري، أساس البلاغة، (بيروت : دار المعرفة) ص98.
(7) : مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، القاموس المحيط، ص487.
(8) : إبراهيم أنيس وآخرون، المعجم الوسيط، الطبعة الثانية، ص205.
(9) : محمد مرتضى الزبيدي، تاج العروس، (بيروت : دار الفكر، 1414هـ) الجزء السادس، ص317.
(10) : يحي بن محمد زمزمي، الحوار؛ آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة، ط : 2 (عمان : دار المعالي، 1422هـ) ص32.

[11) : الندوة العالمية للشباب الإسلامي، في أصول الحوار (الرياض : الندوة العالمية، 1415هـ) ص11.
(12) : عبدالرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها، الطبعة الثانية (دمشق : دار الفكر، 1995م)، ص206.
(13) : بسام عجك، الحوار الإسلامي المسيحي، (دمشق : دار قتيبة، 1418هـ)، ص20.
(14) : خالد بن محمد المغامسي، الحوار آدابه وتطبيقاته في التربية الإسلامية، الطبعة الأولى (الرياض : مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، 1425هـ)، ص32.
(15) : د. أحمد شحروري، كيف نرسخ أدب الحوار والنقد ؟ (الكويت : مجلة المجتمع، العدد 1634) ص48.