من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عواض مبارك الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿10147﴾.
عدد المشــاركات : ﴿35﴾.

في ثقافة الجودة : توجيهات لحل المشكلة.
■ تُعرض مشاكل هنا وهناك يعج بها سماء الوسائل الإعلامية بكل أطيافه وأنواعه والشبكة العنكبوتية، والعجيب أن هناك عدد من الزوايا في الصحف أو الصفحات والبرامج والمنتديات تعمل كمستشار لحل المشاكل.
• فهل نحن في حاجة إلى فتح مثل هذه القنوات ؟
• هل أصبح الفرد منا يعجز عن حل مشكلته ؟
• هل أعيانا التفكير فلم نعد نستطع التفكير ـ أم أننا ألفنا الجاهز والسريع وأصبحت الحياة عندنا لا تروق إلا بالساندوتشات ؟
يا سادة يا فضلاء لماذا لا نفكر بعكس هذا ؟ لماذا لا يكون عندنا ثقافة تدرأ المشاكل ؟ لماذا لا يكون عندنا مناعة عن حصول أكثر المشكلات ؟

■ أيه الصحب :
القضية ليست معقدة وليست مستعصية كل ما هنالك هو نوع من الثقافة وفهم الواقع بأكثر من بعد، فدعونا نتعرف على أهم مسببات المشاكل وكيف نستطيع حلها ؟
المشاكل موجودة في الحياة لكن يمكن الحد منها أو منعها أو حلها في حال وقوعها وهناك توجيهات لعلها تمنع وقوع المشكلة أو تسهم في حلها إذا ما وقعت ومنها، ولعل أهمها :
1- تقوى الله.
يقول الله تعالى في الآية الثانية من سورة الطلاق : (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ) فمن حقق التقوى فقد وعده الله بالمخرج والمخرج هو المخرج الحسن وهو عام قال ابن كثير في تفسيره. وقوله تعالى : (ومن يتق اللّه يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) أي ومن يتق اللّه فيما أمره به، وترك عما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجاً : (ويرزقه من حيث لا يحتسب) أي من جهة لا تخطر بباله. عن عبدالله بن مسعود قال : إن أجمع آية في القرآن : (إن اللّه يأمر بالعدل والإحسان)، وإن أكبر آية في القرآن فرجاً : (ومن يتق اللّه يجعل له).

2- إخلاص النية في حل المشكلة.
قد لا يتصور بعض الناس أهمية إخلاص النية في حل المشاكل مع أن هذا الأمر بينه الشرع في أكثر أمور الحياة عرضة للمشاكل وأخطرها نتاجا على مستوى الفرد والمجتمع فتأمل يا رعاك الله قوله تعالى : (في الآية 35 النساء) (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً) فتأمل كلمة يريدا وقد سبقها أداة شرط ثم جاء جواب الشرط يوفق الله بينهما.
كما أنه من حيث العقل أمر وارد فإذا أرادا الإصلاح سعياً لما يحققه وإن أرادا غيره فكذلك سعياً إلى مرادهما.

3- الخير كل الخير فيما جاء به الشرع.
لعل من أكبر مسببات المشاكل الغضب فجاء التوجيه الرباني إلى ضبط النفس والتحكم في المشاعر والإحسان لإلى من أساء بقوله تعالى : (في آل عمران 134) (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ) كما جاءت السنة النبوية بتوضيح للغضب من نواح عدة منها علاجه وذلك بالوضوء كما جاء في الحديث : (إن الغضب من الشيطان، وان الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) سنن أبي داود (4/249 ح4784) كما جاء التوجيه بالسكوت تارة ففي الحديث : (علموا، ويسروا ولا تعسروا وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت) مسند أحمد. وبتغيير الهيئة تارة كما في الحديث : (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فان ذهب عنه الغضب وإلا فـليضطجع) "سنن أبي داود"، ومنها الاستعاذة ومن أراد الاستزادة فليرجع إليه في مضانه.

4- حدد المشكلة.
تحديد المشكلة أمر مهم فعلى الشخص أن يبحث عن المشكلة وأسبابها وقد يخطئ البعض عندما يعالج الأعراض ومثال ذلك ابنك لا يستيقظ مبكرا فتصر على إيقاظه بالصوت العالي والماء وربما الضرب.
لكن لو سألت عن سبب تأخره في الاستيقاظ ربما وجدته ينام متأخرا فعالج السبب وهكذا بقية الأسباب ولو بحثت في مشاكل الطلاب وكيف يعاقبون عليها لتألمت كثيراً.
فهذا طالب يأتي للمدرسة متأخراً فهو يستيقظ مبكراً ويجتهد لكن من يوصله للمدرسة لا يقوم إلا متأخراً أو أن والده يوصله ولديه مجموعة من الأولاد يضطر إلى تأخير هذا الطالب أو وجود عوائق أخرى فيعاقب الطالب على ذنب لم يقترفه، وقس على ذلك كثير من المشاكل.
رضي الله عنك يا أمير المؤمنين عمر الفاروق فقد وقفت حد السرقة في عام المجاعة.

5- حدد مجموعة من الحلول.
لكل مشكلة أكثر من حل ولكن هناك حل أمثل حتى ولو كان مع الحل احتمال وقوع الضرر فهناك حل أقلها ضررا ومما لا شك فيه أن المرء عندما يفترض عدداً من الحلول لن يستخدمها جميعا فعليه أن يفكر ويستشير ويفكر في كل حل ما هي محاسنه وما يمكن أن يترتب عليه من عواقب ثم يختار.
البعض ربما يقول هناك مواقف لا تحتمل التأخير مثل الأزمة والغضب.
نقول : هذه حالة الإطفاء وهي إدارة الأزمات فلا تجعل حياتك أزمات وتبحث عن حلول لها في وقت الأزمة بل خطط لحياتك وإذا ما صادفك أزمة تعامل معها بحكمة من غير تأخير، أما من يغضب فلا تحل مشكلتك وأنت غضبان فثق أن حلها بعد زوال الغضب خير لك وربما لا تجد مشكلة.

6- ضيق دائرة المشكلة ولا توسعها.
قد ترى شخصين يسيران في الشارع بسيارتيهما فيتعمد أحدهما مضايقة الآخر فينشب نزاع بينهما فيتهم أحدهما الآخر بأنه أخطأ ثم يرد الآخر بل أنت لا ترى ويرد الأول بل أنت لا تستحي ويرد الثاني من لا يستحي هو أنت وتتطور القضية من مضايقة عدت بسلام إلى تشابك بالأيدي وسبب ذلك توسيع دائرة المشكلة، وقل مثل هذا على ما يحدث في البيوت فالزوجة قد توسع دائرة المشكلة وكذلك الزوج فربما توسع الأمر وتولد مشاكل جديدة وتبعث مشاكل سابقة وقد تنسى المشكلة الأصل بل ربما تضاءل حجمها مع حجم ارتداداتها، وقل مثل هذا عن القائد مع فريق عمله والمعلم مع طلابه والمشرف مع معلميه.

■ والله أسأل أن يقينا شر الشيطان ووسواسه وشر النفس وأمرها بالسوء وأن يجعلنا من المرحومين.