من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالرحمن سراج منشي.
إجمالي القراءات : ﴿16794﴾.
عدد المشــاركات : ﴿30﴾.

مفردات الأسرة : «الآل ــ العائلة ــ الأهل ــ الأقارب ــ الأرحام».
■ ورد في المعجم الوجيز / أسر : الأُسرة ُ أهل ُ الرجلِ وعشيرتُه. والجماعة يربِطُها أمر ٌ مشترك. وفي عول : العائلة ُ مَن يضُمهم بيت واحد من الآباء والأبناء والأقارب.
ولعله في الاستخدام السائد توصف بالأسرة مجموعة من أب وأم أو شريك وشريكة يتقاسمان العيش وأبناؤهما إن كل لهما أبناء، فإذا صار لابن أو ابنة من هؤلاء حياته أو حياتها مع شريك أو شريكة فهذه أسرة جديدة، والمجموعة كلها عائلة. للأب عائلته وللأم عائلتها أو هما من عائلة واحدة. غير أن المصطلح يستخدم بالتبادل، فتجدهم يقولون الأسرة الحاكمة أو العائلة الحاكمة، وقالوا عصر الأسرات وليس العائلات على حقبة من تاريخ مصر القديمة. والأسرة وحدة بناء المجتمع في رأي بعضهم وقد تكون لهذا الرأي خلفية دينية. وتعني أيضا الأقارب الأدنون أي من الدرجة الأولى.
وقال بعضهم : الأسرة من الأسر وهو من الإحاطة فأسرة الرجل من أحاط به من الناس وأحاط بهم وأحاط بكليهما آصرة قرب سويا. والأهل من الكثرة مما يسبب الإلف والاعتياد فأهل الرجل من تردد عليهم وترددوا عليه واعتادهم واعتادوه وألفهم وألفوه. وأن الأقارب من القرب والصلة فأقارب الرجل من قربتهم به علاقة وإن لم يألفهم أو يتردد عليهم أو يحيط بهم فلو كان للرجل في المشرق رحم بآخر في المغرب فهما قريبان. أما الآل من أول وهم كل من ينتمي إليه الرجل وينتمون إليه وإن لم يكونوا أقاربه أو أسرته. في حين أن العائلة من عال وهي التي تعول الرجل ويعولهم ويلزمهم رعايته ويلزمه رعايتهم. وختاماً فإن الأرحام من رحم من العطف والتعاطف ويسعدهم ما يسعده ويحزنهم ما يحزنه فهم رحماء بينهم.

وذكر البعض (الآل ــ وأهل ــ وأهل بيت ــ وأهل البيت الفلاني) أن هذا المعروف في لسان العرب.
قال العلامة تقي الدين الهلالي المغربي ما ملخصه : "من ذلك تعبيرهم عن أهل البيت الواحد (بالأسرة)، وهو من استعمال جهلة المترجمين ترجموا به لفظ Family الانجليزي وأخيه الفرنسي، وكانوا يترجمون هذا اللفظ من قبل (بعائلة) فعاب ذلك عليهم النقاد، لان العائلة في اللغة العربية هي المرأة الفقيرة، قال تعالى في سورة الضحى : (ووجدك عائلا فأغنى) أي وجدك فقيرا فأغناك. وقال تعالى في (سورة التوبة : 28) (وإن خفتم عيلة، فسوف يغنيكم الله من فضله) أي خفتم فقرا، فانتقلوا إلى ترجمته (بأسرة) وهو انتقال من خطأ إلى خطأ آخر، والعبارة الصحيحة هي: بيت أو أهل البيت، قال تعالى في سورة هود (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت). أما معنى الأسرة فما قاله صاحب اللسان: وأسرة الرجل: عشيرته ورهطه الأدنون".

■ وفي إحدى الفتاوى (إسلام ويب) (رقم الفتوى : 103991) من هم الأهل والأقارب والأرحام وما الفرق بينهم ؟
• كانت خلاصة الفتوى : هذه الألفاظ متقاربة المعنى.
• ونص الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فإن الألفاظ المذكورة متقاربة المعنى فأهل الرجل : زوجته وعياله، ولها معنى عام يدخل فيه أتباعه،
ففي مفردات القرآن للراغب الأصبهاني: وأهل الرجل في الأصل: من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل: أهل الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة أو بيت،
وأما الأقارب : فهم المترابطون بقرابة النسب من أي جهة كانوا، قال الله تعالى في سورة النساء : وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (8). والأرحام : جمع رحم وهم الأقارب من جهة الأمهات خاصة، أو هم الأقارب عموما من أي جهة كانوا.
قال القرطبي في التفسير عند قول الله تعالى : فاتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام : الرحم اسم لكافة الأقارب من غير فرق بين المحرم وغيره.
وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: "لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك". والمل والملة : الرماد الحار.
وفي صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".
فهذان الحديثان يدلان على أن الأفضل أن تستمر في مواصلة رحمك وإن قطعك وأن لك بذلك أجراً عند الله تعالى. وليس في ذلك مذلة لك ولا إهانة لكرامتك، بل إنك إن فعلت ذلك تواضعاً لله تعالى وابتغاء للمثوبة عنده، فسيكون ذلك رفعاً لقدرك عنده وعند الناس، فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه".
ولعلك أخي القارئ الكريم إن استمررت في دفع إساءة من قطعك من الأرحام بالإحسان إليه وصلة رحمه يشرح الله صدره للحق، فيترك مقاطعتك، ويتحول فجأة من عدو لدود إلى صديق ودود. فقد قال الله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ۝ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) [فصلت : 34-35] وهذا يبين خطورة قطيعة الرحم وما ورد في ذلك من القرآن والسنة.