من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : رزق الله حسن اليزيدي.
إجمالي القراءات : ﴿9013﴾.
عدد المشــاركات : ﴿25﴾.

الحضارة والثقافة ــ الثقافة والحضارة.
■ كثيراً ما نقرأ القيمة الثقافية، والتنمية الثقافية إلا أن كلا المدلولان مختلفان ضمناً، فمحتوى القيمة الثقافة يختلف عن مدلولا التنمية الثقافية، بحيث أن قيمة الشيء لم تأت إلا حين يسبقها تنمية له وكذلك قيمة الثقافة لم تأت إلا حين يسبقها تنمية لها بالتالي جعلت الثقافة قيمة قي ذاتها وجعلت من الفرد والجماعة قيمة، ولم تكن الثقافة صفة لمجتمع وفرد بعينه إلا حين أيقن الفرد أو الجماعة بقيمتها وجعل منها سلوك وممارسة في حياته، ولم تبنى حضارة ومدنية إلا حين كان التلاقح الثقافي بين الشعوب والأفراد وأٌنتج منتج حضاري فأصبحت الحضارة منتج ثقافي وحين تقوى الحضارة كانت الثقافة منتج حضاري.
وهنا أعطي مثالاً تاريخياً على كيف أن الحضارة منتج ثقافي، ثم تحول الثقافة إلى منتج حضاري، قال الله تعالى : (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) هذه الآية قدح لشرارة الثقافة الإسلامية التي تؤمن بتعدد ثقافات وحضارة الشعوب وتلاقيها وتلاقحها فيما بعض وما ينتج عن ذلك، وحين حول المسلمون هذه الآية إلى سلوك واقعي من خلال نواتج التعارف كانت قيمة تميزهم في الأخذ بثقافات العالم وكان للمسلمين حضارة وثقافة، ولما فتح المسلمون البلدان استفادوا من حضارتها وطوروها وهذبوها وأضافوا عليها واسهموا في رقيها فنتج لدى المسلمين الحضارة الإسلامية.

■ وهنا أقول :
إن الحضارة لم تأت إلا بعد الثقافة إلي تحث على التحضر والرقي، ثم تلى هذا التحضر مولد ثقافة إسلامية، إلا أن هذه الثقافة في مفهوم البعض في المجال المعنوي مثل العلوم الإنسانية وتوجيهات الثقافة المادية إلى حد ما مثل العمران والهندسة والطب والفلك وغيرها من العلوم التي تعد ثقافة.