من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد محمد الصحفي.
إجمالي القراءات : ﴿4070﴾.
عدد المشــاركات : ﴿104﴾.

ماذا قدمنا للطالب طيلة العام الدراسي : حماية الطالب !
في مؤسساتنا التربوية : ماذا قدمنا للطالب طيلة العام الدراسي ؟
هل تكفي التوعية لحماية الطالب، وهل تكفي نهاية التقارير التعليمية لحماية الطالب، أليس بناء شخصية الطالب حماية ضمنية ؟
التركيز على الحماية بالتخويف من الانحراف والضياع بنسق التوعية بجرعات زائدة عن بناء شخصية الطالب دعوة خفية للانحراف والضياع بثوب التوعية، هذه هي الحقيقة، والسؤال من يحدد نسبة التوعية مقارنة ببناء شخصية الطالب بالأعمال لا بالأقوال والرسوم ؟
غفلة المخطط التربوي والتعليمي عن نسبة البناء وتضخيم التوعية جعلنا أمام قلق لا يقف وأعمال توعوية لا تنتهي، وحولت البناء لمطولات التوعية.

■ ولا يزال السؤال يتبعه أسئلة وسؤال أهم، وهو :
• ماذا قدمنا للطالب طيلة العام الدراسي ؟
• ما هي الأعمال التي يقدمها مقدم الخدمة التعليمية والتربوية في المدرسة ؟

قصر تقديم خدمة التربية والتعليم على المعلم ظاهر من خلال حديث الناس، وبل وللأسف ظاهر حديث المثقفين ونسبة كبيرة من التربويين.
تعلم الطالب كيف يتعامل مع الأفكار سيجعله بمنأى عن سحبه لفكرة تخالف ما تعلمه من صحيح القواعد، وإذا لم يتعلم فلن تنفعه تلك القواعد بالقدر الذي نريده منه، طالما أنه عاجز عن النقاش والحوار، ومصنع الحوار والنقاش هو تعلم التعامل مع الأفكار.
الطالب الذي لا يقرأ كثيرا لن يتعلم كيف يواجه أي فكرة أمامه، فالقراءة الصحيحة واستيعاب الأفكار يصنع طالبا يحمي ذاته بجرعة أقل من التوعية، وبتكوين شخصيته من خلال الخدمات المقدمة له.
مشاركة المعلم في بناء شخصية الطالب لا تقف عند مقرر يتم اختباره في معلوماته، فضلا عن مصيبة تلخيص المقررات وقصر معلوماته على أسئلة يعدها معلم يريد رحمة الطالب من ضخامة المقرر، ولا من معد أسئلة بكامل المقرر، بغية تجويد التعليم، بل لابد من شمولية صناعة شخصية الطالب علميا وسلوكيا وفي أثر كل الحركة المدرسية.

يقودنا ما سبق إلى ضرورة معرفة نسبة أعمال المرشد ووكيل المدرسة وقائدها والمشرف على المدرسة ولجان التوجيه وكل البرامج المساندة لدور المعلم في مكان الدروس المختلفة، وليس غرفة الصف فقط.
لا يمكن معرفة نسب المشاركة ونهاية المطاف بعد نهاية الدرجات التي يتم رصدها في نظام نور، إنما يجب حصر أعمال المعلم وخطته علنا، ومتابعة ذلك في مدخلات لحظية في نظام يساند نظام نور، إذا أصر صانع القرار على استمرار نمطية إدخال الدرجات.

في عشرات المقالات قدمت النصيحة، للقيام بالتعبئة المدرسية تجاه الطالب، بداية من دور المعلم ومرورا بدور الإرشاد وتعزيز إدارة المدرسة ومتابعة الإشراف، ورقابة مدير التعليم، وبتدخل وزير التعليم في حالات التعثر الخطيرة.
التعويل على التوعية مقابل إهمال مشاركة الجميع يجعل حماية الطالب في نسب متدنية وأقل من المصروفات المليارية على هؤلاء الطلاب.
لنعد لأنظمة المتابعة ونعيد صياغتها وبرمجتها، لتوفير مؤشرات تجبر الجميع المشاركة والتخلي عن فكرة "ضع الحمل على المعلمين".
لا نريد متابعة التعثر بل لتكن المتابعة شمولية، تدلنا على تحفيز المتقدم والمرضي عنه، ودفع الطالب المتعثر عمليا وسلوكيا للصواب، ولا استغناء عن مساندة التوعية، بل الحذر من قلب التوعية لأعمال جوهرية يومية تزاحم بناء شخصية الطالب.
◄ شاكر بن صالح السليم ــ منتدى الإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم.