من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. مريم ولي الحكمي.
إجمالي القراءات : ﴿10679﴾.
عدد المشــاركات : ﴿5﴾.

المداولات الإشرافية وأثرها في تحسين الأداء التعليمي والتربوي لمعلم العلوم الشرعية ــ ورقة عمل.
■ يُعتبر الإشراف الفني أحد أركان العملية التربوية الهامة في قطاع التعليم. وتتركز مهامه وأهدافه على تحسين عملية التعليم والتعلم، وتشمل كافة المعنيين بهذه العملية، ومنهم المعلم. ولتحقيق الأدوار الإشرافية المطلوبة من المشرف لا بد من استخدام طرق وأساليب وممارسات متعددة ومتنوِّعة، يتم اختيارها وانتقاءها بناء على الهدف المطلوب تحقيقه مع المستهدفين بما يُناسب الفئة المستهدفة. ومن الأساليب الإشرافية الشائعة أسلوب المداولات الإشرافية، ويسمى المقابلات الفردية وهي عبارة عن مناقشات أو حوارات تدور بين المشرف مع المعلم حول بعض المسائل أو الملاحظات أو المشكلات للوصول إلى استنتاجات أو تحليل بعض الافتراضات المتعلقة بعملية التعلم أو المعلم. وغالباً تحدث بعد نهاية الزيارة الصفية أو قبل نهاية الزيارة للمدرسة. وقد تحدث بين المشرفين وبعضهم البعض أو بينهم وبين رؤسائهم في العمل الإشرافي. ويُفترض حدوثها عند وجود ملاحظة أو حاجة أو عند عرض مقترحات وغير ذلك. وهي لا تقل أهمية عن المداولات الفردية بين المعلم والمشرف. كما يُمكن أن تتسع دائرة تنفيذ المداولات واللقاءات فتشمل ما يُنفذه المدير أو المعلم الأول أو رئيس فريق العمل مع أحد المعلمين من مداولات.
ولا شك في أهمية اللقاءات الفردية بين القائد والمقود عمومًا في تطوير العملية التعليمية والتربوية، وإعطاء التغذية الراجعة وتذليل العوائق أمامها، واكتشاف القدرات والإمكانات للطرف الآخر أو تحديد مواطن نقاط القوة والضعف، أو استثارة هممهم ومواهبهم بشكل عام. إلَّا أنها لا تغني عن الاجتماعات أو اللقاءات المشتركة مع زملاء المعلم أوبين المشرف وزملاءه في نفس التخصص. إذ يُمكن أن يُنفذ المشرف لقاءات فردية أو لقاءات جمعية وكلاهما يُمكن أن يحقق أهدافًا متقاربة إلا أن اللقاءات الفردية تتميز بأنها أكثر خصوصية ويُمكن من خلالها تجنب بعض آثار المواجهة بين الطرفين عند عرض بعض جوانب الضعف أو مناقشة مشكلات مثلاً، لذا فنجاح أسلوب المداولات الإشرافية يعتمد إلى حد كبير على خبرة وثقافة ومهنية المشرف المنفذ لها. كما يعتمد على قدرته في فهم أنماط الشخصيات وطرق التعامل مع كل نمط وعلى قدرته وبراعته في طرق إدارة الحوار وتحويل مسار المداولات إلى الأهداف المنشودة.
من التخصصات الفنية التي تحتاج إلى تنفيذ هذا الأسلوب الإشرافي تخصص العلوم الشرعية أو التربية الدينية. وتتمثل أهمية استخدام اللقاءات الفردية في تخصص العلوم الشرعية بالإضافة إلى كل ما سبق ذكره من أهمية أن الحاجة تدعوا إليها في عدة حالات من أهمها :
♦ عند وجود معلومات أو مفاهيم شرعية مغلوطة لدى المعلم تحتاج معها إلى تصويب وتوجيه لمصادر معينة للرجوع إليها، فالمناقشة الفردية لهذا النوع مفيد في عدم نشر الأخطاء الفردية وتقليل الحرج لدى المعلم.
♦ عند وجود ملاحظات داخل الحصة، بشأن الخطأ أو التجاوز في حكم شرعي من قبل المعلم وهو ما يتطلب توضيحًا وبيانًا مفصلاً لا يُناسبه إلا اللقاءات الفردية.
♦ عند ملاحظة أي بوادر إفراط أو تفريط فكري أو ديني تجاه ما يتم تدريسه من محتوى، وهذا قد يتطلب لقاءات فردية متعددة ومداولات متنوعة تحقق التوازن لدى الطرف المستهدف معلماً كان أو مشرفاً.
♦ عند وجود أخطاء في طرق عرض بعض معلومات التخصص التي تحتاج إلى طرق خاصة لعرضها.
♦ عند ملاحظة سلوكات خاصة خاطئة تتعارض مع ما يُعطى من مسلمات وقيم ومفاهيم إيجابية فيتم الكشف عنها والتأكد من وجودها ومعالجتها.
♦ عند التماس جوانب تميز علمي يرغب مُنفذ المداولة التأكد منه وتحديد سبل الاستفادة منه والتخطيط لذلك.
♦ عند اكتشاف قدرات ومواهب معينة مهملة فيتم التأكد منها عبر المداولات ثم تحفيزها واستثارتها وتوظيفها.
♦ عند مناقشة معالجات بعض المشكلات الخاصة بالمعلم أو غيره أو وجود جوانب سلوكية لدى بعض الطلاب وإعطاء توجيهات لحلها من خلال التخصص يُفضل المداولات الفردية إذ لا يصح الحديث عن المشكلات الخاصة.

ومن خلال تلك الجوانب وغيرها تتضح أهمية استخدام أسلوب المقابلات والمداولات الفردية الإشرافية في تخصص العلوم الشرعية وبالتالي تحسن الأداء في تقديم المحتوى الدراسي وأنشطة التعلم المصاحبة لعملية التعلم.