من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

نمو العقل ﴿4074﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿10170﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

خصائص (سمات ــ صفات) الإنسان المبدع.
أبرز خصائص الإنسان المبدع :
1 ـ الخصائص العقلية :
أ ـ الحساسية في تلمس المشكلات : يمتاز المبدع بأنه يدرك الأزمات والمشكلات في المواقف المختلفة أكثر من غيره, فقد يتلمس أكثر من أزمة أو مشكلة تلح على البحث عن حل لها, في حين يرى الآخرون أن "كل شيء على ما يرام", أو يتلمسون مشكلة دون الأخريات.

ب ـ الطلاقة : وتتمثل في القدرة على استدعاء أكبر عدد ممكن من الأفكار في فترة زمنية قصيرة نسبياً وبازدياد تلك القدرة يزداد الإبداع وتنمو شجرته وهذه الطلاقة تنتظم :
• الطلاقة الفكرية : سرعة إنتاج وبلورة عدد كبير من الأفكار.
• طلاقة الكلمات : سرعة إنتاج الكلمات والوحدات التعبيرية واستحضارها بصورة تدعم التفكير.
• طلاقة التعبير : سهولة التعبير عن الأفكار وصياغتها في قالب مفهوم.

ج- المرونة : وتعني القدرة على تغيير زوايا التفكير (من الأعلى إلى الأسفل والعكس ومن اليمين إلى اليسار والعكس ومن الداخل إلى الخارج والعكس وهكذا) من أجل توليد الأفكار عبر التخلص من "القيود الذهنية المتوهمة" (المرونة التلقائية), أو من خلال إعادة بناء أجزاء المشكلة (المرونة التكيفية).
فمثلاً باستنطاق "أزمة الكروان" نجد أن أكثر الناس كانوا يفكرون : من أعلى إلى أسفل : كيف نمسك بالطائر من أعلى ؟ ذلك أنهم كانوا يعتقدون بأن الحل يكمن في إيجاد وسيلة معينة يتم استخدامها من جانبهم "الأعلى" وإنزالها إلى الطائر "الأسفل" وهذه زاوية تفكير جيدة قد تنجح, ولكن الخطورة تكمن في الجمود عليها وعدم التماس زوايا أخرى !
بينما وجدنا الطفل المبدع يفكر من زاوية أخرى - بجانب الزاوية الأولى -: من اسفل إلى أعلى : ماذا لو جعلنا الطائر يرتفع من جانبه, أي من أسفل إلى أعلى لكي نتمكن من الإمساك به ! إذاً يمكننا تصوير كيف فكر هذا المبدع عبر الكلمات التالية : بدأ هذا المبدع يحدث نفسه، فكرت فيما مضى من أعلى إلى أسفل، فلماذا لا أفكر من اسفل إلى أعلى، لماذا لا أغير زاوية التفكير، أي أنه قال لنفسه : لماذا لا يرتفع الطائر بدلاً من محاولة جذبه من فوق.
وفعلاً جاءت فكرة سكب الرمل بكميات قليلة من الجهات المختلفة للحفرة لكي يرتفع الطائر شيئاً فشيئاً بعد أن ينفض الغبار عن جسده. ويسمي البعض هذا اللون من التفكير بـ "التفكير رأساً على عقب".

د- الأصالة : وتعني القدرة على إنتاج الأفكار الجديدة - على منتجها - بشرط كونها مفيدة وعملية.
وتشكل هذه الخصائص بمجموعها ما يسمى بالتفكير المنطلق (المتشعب), وهو استنتاج حلول متعددة قد تكون صحيحة من معلومات معينة, وهذا اللون من التفكير يستخدمه المبدع أكثر من التفكير المحدد (التقاربي), وهو استنتاج حل واحد صحيح من معلومات معينة.

هـ- الذكاء : أثبتت العديد من الدراسات أن الذكاء المرتفع ليس شرطاً للإبداع, إنما يكفي الذكاء العادي لإنتاج الإبداع.

2- الخصائص النفسية :
يمتاز المبدع نفسياً بما يلي :
1- الثقة بالنفس والاعتداد بقدراتها, ولكن بلا غرور.
2- قوة العزيمة ومضاء الإرادة وحب المغامرة.
3- القدرة العالية على تحمل المسؤوليات.
4- تعدد الميول والاهتمامات.
5- عدم التعصب.
6- الميل إلى الانفراد في أداء بعض أعماله, مع اجتماعية وقدرة عالية على اكتساب الأصدقاء.
7- الاتصاف بالمرح والأريحية.
8- القدرة على نقد الذات والتعرف على عيوبها.

3- خصائص متفرقة :
1- حب الاستكشاف والاستطلاع بالقراءة والملاحظة والتأمل.
2- الميل إلى النقاش الهادئ.
3- الإيمان غالباُ بأنه في "الإمكان أبدع مما كان".
4- دائم التغلب على "العائق الوحيد" (وهو العائق الذي يتجدد ويتلون لصرفك عن الإنتاج والعطاء).
5- البذل بإخلاص وتفان, وعدم التطلع إلى الوجاهة والنفوذ, بمعنى أن تأثره بالدافع الداخلي (كالرغبة في الإسهام والعطاء, تحقق الذات, لذة الاكتشاف, والانجذاب المعرفي ونحوها) أكثر من الدافع الخارجي (المال, الشهرة, المنصب ونحوها).

■ هل يلزم توافر هذه السمات جميعها في الإنسان كي يكون مبدعاً ؟!
بالنسبة للخصائص العقلية يلزم توافرها كلها بدرجة معقولة, أما الخصائص الأخرى فيكفي أغلبها.