من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿12766﴾.
عدد المشــاركات : ﴿723﴾.

دمج المعوقين في المجتمع : أهمية الدمج التربوي «7».
■ يعتبر الدمج تطبيقاً تربوياً لمفهوم العادية والذي يؤيد معاملة المعوق بطريقة وأسلوب عادي قدر الإمكان وذلك ضمن حدود قدراتهم، ويمكن تقدير أهمية الدمج ومبرراته في النقاط التالية :
1- التشجيع والحفز تجاه التعليم : من الفوائد الملحوظة للدمج العام هو أن الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة يشعرون بالتشجيع والمساواة أسوة بإخوانهم العاديين ونتيجة لذلك فان تحصليهم الأكاديمي يكون أفضل من لو درسوا في مدارس خاصة أو معزولة، كما أن دمج الطفل المعوق مع الأطفال العاديين يساعد هؤلاء في التعرف على هذه الفئة من الأطفال عن قرب، وكذلك تقدير احتياجاتهم الخاصة، وبالتالي تعديل اتجاهاتهم مما يؤدي إلى إمكانية استخدام كلا المجموعتين من الأطفال في تعليم وتدريب بعضهم البعض.
2- الإنجاز التعليمي : أما دراسة برنكر وثورب فتوصلت إلى أن الطلاب الذين لديهم تخلف عقلي شديد ينجزون أكثر الأهداف المرسومة لهم في الفصول المدمجة خصوصاً الأهداف التعليمية الفردية، وقد توصلت هذه الدراسة أيضاً إلى أن هؤلاء الطلاب الغير عاديين لا يؤثرون بصفة سلبية على تربية وتعليم الطلاب العاديين، وقد ظهر ذلك من خلال ما أكدت عليه منظمة الدفاع عن حقوق المعوقين وتربيتهم مشيرة إلى أنه بغض النظر عن العرق، والمستوى الاجتماعي، والجنس ونوع الإعاقة، فكلما قضى الطلاب المعوقين وقتاً أطول في فصول المدرسة العادية في الصغر، كلما زاد تحصليهم تربوياً ومهنياً مع تقدمهم في العمر.
3- تجنب النتائج السلبية لنظام العزل : إذا تم دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مع إخوانهم العاديين، فإنه يمكن تجنب النتائج السلبية والتي غالباً ما تحدث عندما يتلقى الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة تعليمهم في مدارس معزولة ومن النتائج السلبية التي يمكن تجنبها بواسطة برنامج الدمج العام مثل :
3/1- فقدان التشجيع، وفقدان التوقعات الإيجابية على الإنجاز، وكذلك فقدان الثقة في النفس.
3/2- تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وتوقعاتهم نحو الطفل المعوق من السلبية لتكون أكثر إيجابية.
3/3- تخليص الطفل من الوصمة التي يمكن ان يخلقها وجوده في المدارس الخاصة.
3/4- تعديل اتجاهات الأسرة وتوقعاتها، وكذلك المعلمين نحو الطفل المعوق من كونها اتجاهات تميل إلى السلبية إلى أخرى أكثر إيجابية.
3/5- إن إدماج الأطفال المعوقين عقلياً بدرجة بسيطة في صفوف نظامية عامة قد يقلل الآثار الاجتماعية للإعاقة، وإن تفاعلهم واحتكاكهم بأطفال غير معاقين قد يساعدهم في تقبل زملائهم لهم.
4- المساواة : المساواة للأخوة والأخوات ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا شيء أخلاقي هام يجب عمله، والتقليل من الفوارق الاجتماعية والنفسية بين الأطفال أنفسهم.
5- تكوين الأصدقاء : الصداقة غالباً ما تنمو وتزدهر بين الطلاب العاديين والطلاب المعوقين في الفصل الدراسي العادي والتي لا يتوفر لها المناخ المماثل في المدارس الخاصة والمعزولة، فالدمج يعطي الطفل فرصة أفضل ومناخ أكثر تناسباً لينمو نمواً أكاديميا، واجتماعيا ونفسيا، وليحقق ذاته زيادة دافعيه نحو التعلم ونحو تكوين علاقات اجتماعية سليمة.
6- تقليل التكاليف المادية : من الناحية الاقتصادية فإن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة يكون أقل كلفة مما لو وضعوا في مدارس خاصة بهم، لما تحتاجه تلك المدارس من أبنية ذات مواصفات خاصة، وأجهزة فنية متخصصة وأدوات خاصة، وجهاز فني متخصص من العاملين، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى، إلا أنه وقد أثبتت الدراسات ان تكلفة الطفل في المدرسة العادية اقل منها في المدرسة الخاصة.
7- توسيع قاعدة الخدمات : لتشمل أعداداً كبيرة من الأطفال في المجمع خاصة إذا ما عرفنا أن أعلى نسبة من المعوقين تشكلها مجموعة الأطفال الذين يقعون ضمن الفئات البسيطة والمتوسطة الإعاقة، وبذلك تفتح المجال لكثير من الحالات التي لا تتلقى أية مساعدة سواء في المدارس العامة أو الخاصة حسب تصنيف طبيعة احتياجاتهم الخاصة ومدتها.
8- تعدي السلوك : أن الأطفال المعوقين يقلدون سلوك الأطفال العاديين في المواقف الاجتماعية وليس هناك خوف من أن يقلد الأطفال العاديين المعوقين إذا توفر المعلم الذي ينظم ويشرف على هؤلاء الطلاب، فالقيمة الكبرى لدمج الأطفال المعوقين في مرحلة ما قبل المدرسة تتمثل في أن الأطفال العاديين يكونون كوسائل ضبط لسلوكيات المعوقين بحيث قد يقلد هؤلاء الأطفال المعوقين سلوكيات الأطفال العاديين.
9- الفوائد التي تعود إلى الطلاب العاديين : أشارت بعض الدراسات إلى أن وجود طلاب معوقين في فصول التربية العامة لا يؤثر سلباً في أداء الطلاب العاديين، فقد استخدام وقت التدريس في فصول دراسية ضمن طلاباً معوقين بدرجة شديدة، وحين قورنت النتائج بفصول لا تضم مثل هؤلاء الطلاب (لم يكن للطلاب المعوقين بدرجة شديدة أثر على ضياع وقت التدريس) وقد تم استخدام درجات الاختبار وبطاقات التقارير الصفية لقياس التحصيل الأكاديمي وسلوكيات طلاب التربية العامة في فصول ضمن طلاباً معوقين بدرجة شديدة، وتم مقارنتها بفصول لم تضم مثل أولئك الطلاب، وقد كشفت النتائج عن عدم وجود فروق دالة بين المجموعتين سواء في الأداء الأكاديمي أو السلوكي.

وقد وجد أيضاً أن الطلاب الذين شاركوا في برامج التربية العامة إلى جانب أقرانهم من المعوقين اكتسبوا في الواقع مهارات ومفاهيم كانت مفيدة لهم، مثل تطور القدرة على التحمل واحترام الفروق بين الناس، إن أعظم المكاسب التي يحققها الطلاب العاديون الذين تعلموا مع أقرانهم المعوقين يتمثل في أنهم تعلموا قيماً تمكنهم من دعم الدمج الشامل لجميع المواطنين في جميع مناحي حياة المجتمع.
image في الثقافة الخاصة : دمج المعاقين في المجتمع.