من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مجرد كلام ﴿1772﴾.
متعة الفشل ﴿2811﴾.
مفاهيم ملحة ﴿3710﴾.
شذوذ وخلل ﴿5358﴾.
كالماء .. كن ﴿3424﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : رانيه علي سراج الدين.
إجمالي القراءات : ﴿3812﴾.
عدد المشــاركات : ﴿28﴾.

المقدمة.
بعد أن انطلقنا تلك الانطلاقة القوية معاً ورفعنا أهدافنا وأحلامنا وطموحاتنا لتحقيقها في موضوعي السابق لي (معاً نصنع الحياة) حان الآن وقت التطبيق فنحن الآن في رحلة الحياة قد انطلقنا إلى أعالي السماء كي نحقق تلك الأحلام التي كانت من قبل مجرد كلمات مكتوبة على أوراق.

● إخوتي في الله :
هذا الجزء الثاني من مغامرة صنَاع الحياة قد أتيتكم بطلَة جديدة وبإذن الله مفيدة، فمن نسج أفكار وتجارب وقراءات أكتب لكم هذا الموضوع والذي يحمل عنوان مع رسول الله نصنع الحياة.

● إهداء :
لكل إنسان متميز تميز بإسلامه.
لكل إنسان يطلب القمم.
لكل إنسان لا يبغي إلا رضى الله.
لكل إنسان لا يريد فقط تحقيق هدفه بل يريد أن يعز الإسلام والمسلمين بعمله.
لكل من يريد أن يكون مناراً للهدى في أمته.
لكل من يريد أن ينهج نهج حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
أكتب هذه الكلمات وأرجوا الإخلاص لوجه الله علَها تفيد من يقرأها فيغيَر حياته بإذن الله.

● إخوتي في الله :
تحدثنا فيما سبق عن الأهداف والإرادة والإخلاص والأمل وأسمينا تلك المصطلحات بمفاتيح النجاح من هذا المنطلق سنبدأ بالتطبيق.
فالآن بالتأكيد كل واحد منا لديه هدف واضح يسعى لتحقيقه ولكن عند تحقيق أهدافنا لا بد أن نتعلم كيف نحققه بوجهه الصحيح فلا نفشل بإذن الله وحتى إن فشلنا فالفشل يعلم النجاح.
أحببت أن أكتب بعض الأشياء التي أراها بنظري أنها قد تساعدنا لبلوغ النجاح مدعمة بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمهما بحثنا في حياة الناجحين عن أسباب نجاحهم لن نجد إلا أخلاقاً قد اقتبسوها من الإسلام والمسلمين والتي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سأقوم بتقسيم هذا الموضوع إلى عدة أقسام اسميها بكبسولات النجاح جمعت لكم عناوينها في معادلة مكونة من تسعة حروف (لك وقت بارز) لنبدأ بسم الله وعلى بركة الله.

• الكبسولة الأولى : لا تنفعل عند الغضب.
هناك على الدوام فئة من الناس لا يهدأ لها بال حتى تغضب وتنفعل وتلوم الآخرين عند وقوع الأخطاء وتتشاءم وتكثر من الشكوى هم دوماً على الجانب الآخر مهما كان الجانب الذي أنت عليه، هم دوماً يوجهون الانتقاد اللاذع للآخرين، مقتبس.
لا تصغي اليهم ولا تنفعل مثلهم تستطيع أن تسميهم مصاصي الطاقات فكلما انفعلت وغضبت كلما قلت عزيمتك وضعفت فكن أنت على الجانب المشرق دائماً ولا تعطي لهم بالا، هذا من جهة.
أما من جهة أخرى فعندما تحاول تحقيق أهدافك كن صبوراً ولا تنفعل وتغضب إذا لم تستطع تحقيق هدفك في الوقت المطلوب تعلم واستفد واكتشف ما هي المعوقات التي منعتك من إكمال هدفك على الوجه المطلوب.
أما من جهة ثالثة فهو أن كنت طالباً أو ساعياً لشئ فأطلبه بدون غضب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (جاء رجل، فقال : يا رسول الله، أوصني. فقال : لا تغضب، ثم ردَّدَ مراراً، فقال : لا تغضب) رواه البخاري.

• الكبسولة الثانية : كلَف نفسك وسعها.
عندما تبدأ في العمل بهدفك كلَف نفسك ما بوسعها ولا تعطيها أكبر من طاقتها أعمل في شئ واحد ولا تحاول العمل بأكثر من شئ في نفس الوقت حتى لا تستنفد طاقتك ركَز على هدف واحد فإذا أتممته أنظر إلى الهدف الذي يليه لأنك أن حاولت العمل بأكثر من هدف في وقت واحد فسرعان ما ستفشل ويستولي عليك اليأس، أن تعمل عملاً واحداً وتركَز عليه فتنجزه وتتقنه خير لك من أن تعمل بأكثر من عمل فلا تتقن أي واحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) أخرجه البخاري في صحيحه (331).

• الكبسولة الثالثة : وسَع نطاق معرفتك وتعلم.
لا يعقل أن يكون هدفك مثلاً تأليف كتاب وأنت لم تقرأ من قبِل ولا تعلم كيف تقوم بتأليفه، وسع نطاق معرفتك وتعرف على كل شئ يتعلق بتحقيق هدفك حتى يسهل عليك تحقيقه، وتعلم فالعلم نور قد جاء في طلبه، والحث عليه، والترغيب فيه أحاديث كثيرة مرفوعة، وحسبك قوله صلى الله عليه وسلم : (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم، وأصحاب السنن عن أبي هريرة. وروى أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وصححه ابن حبان عن أبي الدرداء مرفوعاً : (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا ديناراً، ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).

• الكبسولة الرابعة : قدم العطاء ولا تنتظر الجزاء.
إذا أثرت العطاء لا تنتظر الجزاء واجعله لوجه الله أن أشد ما نخشاه في حياتنا هو أن نرى أعمالنا يوم القيامة هباءً منثوراً لم نكسب منه أي حسنة، ولا شك أن الحل هو جعل كافة أعمالنا خالصة لوجه الله تعالى، فإذا كانت أهدافك مثلاً ضمن الأهداف العامة فبالتأكيد ستشارك بها مجتمعك فإذا قدمت الكثير لا تقل لم يشكرني أحد على عملي لا تنتظر الشكر من الناس لأنك ستنال أجرك عند الله بإذنه تعالى.
مر البهلول يوماً بمسجدٍ - لم يتم بناءه بعد - في محلة من محال بغداد ليطلع على بناءه، فلما رأى المسجد لم يكترث بشكل بناءه وزخرفة جدرانه وسقفه وقبته، وكأنه يخبئ شيئاً في نفسه، ثم إنه نظر من خارج المسجد إلى لوحة خشبية كبيرة معلقة على جدار المسجد مكتوب عليها : مسجد السيد جمال. والشيخ جمال هذا، رجل يحب الشهرة ويحب أن يطلع الناس على أفعال البر التي كان يقوم بها، وكان البهلول يعرف ذلك تماماً، غرق بهلول في تفكيره بالمسجد ولوحته وإذا به قد أحس بثقل يدٍ على كتفه، فلما التفت رأى الشيخ جمال وهو مبتسم، وقد حدق النظر إليه ابتدره بهلول قائلاً (السلام عليكم).
قال البهلول : إنه مسجد كبير وحسن البناء.
خطا الشيخ جمال إلى الأمام وساير بهلولاً، ثم قال (أسأل الله القبول).
قال بهلول : - وكأن شيئاً قد لفت نظره - : أريد أن أسألك عن شيء لا أدري أسألك عن ذلك أم لا ؟
قال الشيخ : لا بأس عليك، سل فإني أرج أن أملك لسؤالك جواباً مقنعاً.
حرك بهلول رأسه وقال : طبعاً أنه كذلك، إلا أنه بعد ذلك مكث قليلاً ثم قال : لمن بنيت هذا المسجد ؟
لم يكن الشيخ يتوقع مثل هذا السؤال، ومكث يفكر قليلاً فخطر على ذهنه أن بهلولاً رجل مجنون، ولا ينبغي العجب من المجنون أن يسأل مثل هذا السؤال، فأحابه قائلاً : وهل يكون بناء المسجد لغير الله ؟!
قال البهلول : نعم، نعم الأمر كما تقول، لن يترك الله عملك بلا أجر، إنه لن ينسى أجر ذلك أبداً، لم يتكلم الشيخ جمال بعد ذلك شيء لأنه لم يفهم ماذا يريد البهلول منه بالضبط، لذا أخد يخطو خطوات متواصلة حتى أبتعد عن بهلول. وفي صباح الغد علا صوت الشيخ جمال بالصيح أمام المسجد الذي بناه بحيث يسمعه كل من يمر بالمسجد، وهو يقول : (أيها الناس، اشهدوا على ما قام به بهلول أنه يدعي تملك هذا المسجد. أيها الناس) وكان الحق في ذلك مع الشيخ جمال، فان اللوحة كان مكتوب عليها "مسجد بهلول" لذا أصاب الشيخ جمال الدوار في رأسه من شدة الصدمة، وبح صوته من كثر الصياح، ذلك أنه لم يخطر على باله يوماً مثل بهلول يأتي يوماً ويكتب اسمه على لوحة المسجد الذي بناه الشيخ، فكيف تجرأ بهلول على مثل هذا العمل ؟ لكن مع ذلك، فقد كان الشيخ يخبئ لهيب غضبه، ويهدىء نفسه بما يخطر على باله بأن بهلولاً رجل مجنون، لكن سرعان ما يجيب به نفسه، فيقول : "إن للجنون حداً أليس يعلم الناس من بنى المسجد، فقد سمعنا بكل ما يصدر عن المجانين إلا مثل هذه الإعمال، آه. إنه يريد أن يكون المسجد باسمه، لكني سوف اعطيه درساً لن ينساه لن يجرأ بعده على مثل ذلك أبداً. سوف أريق ماء وجهه أمام الناس".
اجتمع عمال بناء المسجد حول الشيخ جمال ليستمعوا لما يقول، وإذا به صاح فجأة بصوت عالٍ وغضب : "هلموا بنا لنبحث عن بهلول كي نعطيه درساً لا يتجاسر بعده على حقوق الآخرين" ذهب هو مسرعاً وتبعه بعض عمال البناء الذين كانوا يتحينون الفرص للهروب من العمل، قائلين للشيخ : "نحن معك يا شيخ للبحث عن بهلول" توجه كل منهم إلى جهه، فلم يستغرق البحث عن بهلول أكثر من ساعة حتى عثروا عليه، فجاؤا به إلى المسجد، وكان يسبقهم في ذلك الشيخ جمال الذي استولى عليه الغضب، فلما واجه الشيخ جمال بهلولاً وجهاً لوجه - وقد كادت عيناه تخرج من الحدقتين - صاح بصوتٍ عالٍ : "أيها المجنون، ما حملك على ما فعلت ؟"
نظر بهلول إلى من حوله، وقال بسكينة : "وما فعلت ؟"
حدق الشيخ جمال بوجه بهلول، وقال : "إنك لن تجرأ على الاعتراف بذنبك أمام الملأ، أليس كذلك ؟"
أجابه بهلول وهل أذنبت ؟ وما هو ذنبي ؟"
تضاحك الشيخ جمال والغضب قد استولى عليه، فأشار بيده إلى لوحة المسجد، وقال : "وهل يجرأ غيرك أن يكتب اسمه على لوحة مسجد بناه غيره ؟".
ألقى بهلول ببصره إلى لوحة المسجد ثم صرف نظره وكأنه لم ير شيئاً ذي بال، وقال بهدوء : "إن كنت تريد بذلك هذا - وأشار إلى اللوحة - فأني فعلت".
أخذ غضب الشيخ يزداد لحظة بعد أخرى حتى صاح ببهلول : "هل أنت بنيت المسجد لتكتب اسمك عليه ؟"
رفع بهلول رأسه - مرة أخرى - إلى لوحة المسجد وأجاب : "إني لم ابن المسجد، لكنني كتبت اسمي عليه".
أمسك الشيخ جمال بهلولاً من تلابيبه والتفت إلى الحاضرين، وقال : "أنظروا إنه يعترف بذنبه، إنه أعترف أرتفع صوت الحاضرين بالكلام، فكل منهم تراه يقول شيئاً، لكن بهلولاً لم يرعوي لكلامهم، وأشار اليهم بيده أن سكتوا، فسكتوا وسكت الشيخ جمال، وتجددت لبهلول الجرأة على رد الشيخ وقال : "أيها الشيخ، أسألك عن شيء أحب أن تصدقني فيه".
قال الشيخ : "ولماذا الكذب ؟"
قال بهلول : "بالأمس التقيت بك في هذا المكان وتكلمنا قليلاً، ثم سألتك : لمن بنيت هذا المسجد ؟
قلت : "أريد به وجه الله".
تبسم بهلول وقال بصوتٍ عالٍ : "تقول لله ! فهل الله يعلم بأنك أردت وجهه أم لا ؟"
أجابه الشيخ بغضب : "مع أني لا أريد إطالة الكلام معك، أقول : نعم، إن الله يعلم بذلك، كي لا تكون لك الحجة علي عند القاضي".
سكت بهلول هنيئة ليلفت بذلك الأنظار إليه، ثم قال : "أيها الشيخ، إن كنت قد بنيت هذا المسجد لله فلا يضر عليك أن يكون باسمك أم باسم غيرك، لكن أعلم أنك قد أردت بذلك وجه غير الله، نعم أردت بذلك الشهرة، فقد أحبطت بذلك أجرك" لقد ألجم بهلول الشيخ بذلك فأسكته، واستحسن الحاضرون جواب بهلول، ولم يتكلم أحد بعده بشيء.
قال البهلول - وهو يمشي مشياً تقاربت خطاه - للشيخ جمال : "أريد أن أرفع اللوحة التي تحمل اسمي من على المسجد" أراد الشيخ أن يقول شيئاً لكن الكلمات تلكأت على شفتيه فسكت، خطا البهلول خطوات نحو اللوحة لكنه رجع والتفت إلى الحاضرين قائلاً : "أرد ت بذلك الكشف عن حقيقة، وهي أن تعلموا أن العمل أن كان لوجه الله تعالى فلا يضركم ما يكون رأي الناس فيه ما دام الله هو المطلع على حقائق الأمور "ثم انصرف ليرفع اللوحة التي كتبها باسمه" كان الكلام البهلول يحمل في طياته حقيقة مرة أيقظت الشيخ جمال من الغفلة، فماذا عليه بعد ذلك أن يقول ؟

• الكبسولة الخامسة :
أ- تريَث ولا تستعجل.
عندما تبدأ بالعمل بأهدافك تريَث ولا تستعجل فالعجلة ندامة، الإنسان بطبعه عجول كما يقول الله عز وجل : (وخلق الإنسان عجولا).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : (يستجاب لأحدكم ما لم يَعْجل، يقول : دعوت ربي فلم يستجب لي) متفق عليه، فالإنسان مثل الزارع الذي يستبطئ الثمرة ويريد أن يقطفها بسرعة، العجلة ليست محمودة وكما يقال في المثل العامي : (في العجلة الندامة وفي التأني السلامة) هذا المثل لم يذكر فقط في السيارات أو في السواقة بل في أشياء عدة من حياتنا اليومية، لا تستعجل لأن الاستعجال يقود في النهاية إلى الندم كما أنه يعوق سير الحياة لأنك ستضيع وقتك بلا فائدة.

ب- تفاءل بالخير.
"التفاؤل هو توقع الخير وهو الكلمة الطيبة تجري على لسان الإنسان. والتفاؤل كلمة والكلمة هي الحياة !" مقتبس .
قد يستهين أناس بقيمة وفعالية التفاؤل وهم لا يعلمون أن حديث التفاؤل لم يأت من فراغ فالتفاؤل يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح ويعتبر التفاؤل تعبيراً صادقاً عن الرؤية الإيجابية للحياة فالمتفائل ينظر إلى الحياة بأمل وإيجابية حين يرى الحاضر ويتطلع إلى المستقبل وأيضاً حين يسترجع الماضي حيث يأخذ الدروس والعبر.
ورغم كل التحديات والمصاعب التي يواجهها الإنسان في الحياة لا بد أن ينتصر في نفسه الأمل علي اليأس والتفاؤل على التشاؤم والرجاء على القنوط.
وجاء في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تفاءلوا بالخير تجدوه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أروعها من كلمة وما أعظمها من عبارة، إنها كلمة تلخص نتائج التفاؤل فالمتفائل بالخير لا بد أن يجده في نهاية الطريق لأن التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء ونحو التقدم ويدفعه نحو النجاح.
إن التفاؤل يعني الأمل والإيجابية والاتزان والتعقل يعني كل ما في قائمة الخير من ألفاظ تنطق بمفهوم التفاؤل ولكي يصل بك التفاؤل إلى شاطئ السعادة لا بد أن يقترن بالجدية وبالعمل الدؤوب وبمزيد من السعي والفعالية وإلا إذا كان التفاؤل مجرد أمنيات وأحلام من دون أي عمل فهذا هو الفشل بحد ذاته ولكن أن أتى التفاعل مع الجد والعمل فأنت متفائل وناجح بحياتك، من هنا أقول لكم تفاءلوا فرغم وجود الشر هناك الخير الكثير ورغم وجود المشاكل هناك الحل ورغم وجود الفشل أكيد هناك النجاح ولكن بالتفاؤل والجد والاجتهاد في العمل لحين أوصل إلى النجاح ورغم قسوة الواقع الذي نعيشه هناك زهرة أمل ستاتي يوم من الأيام وتسعدنا للأبد وكل هذا بالتفاؤل، (مقتبس).

• الكبسولة السادسة :
أ- بالغ في التبسم.
تستطيع أن تغير قناعات الناس وأن تستحوذ على قلوب الناس وهي لا تشعر ليس بالسحر ولا بالشعوذة فابتسامتك وعذوبة لفظك تستطيع بهما أن تسحر. أبتسم فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا عبادة وعليها نؤجر "ابتسامتك في وجه أخيك صدقة".
وكم من رجل وامرأة اعتنقوا الإسلام بابتسامة وكلمة طيبة، كان رسول الله طلق الوجه كثير التبسم بل لم تنطفئ هذه الابتسامة عن محياه الشريف، وثغره الطاهر حتى في آخر لحظات حياته، وهو يودع الدنيا - صلى الله عليه وسلم - يقول أنس كما في الصحيحين : بينما الْمُسْلِمُونَ في صَلاَةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الإِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلاَةِ ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ ! ولهذا لم يكن عجيباً أن يملك قلوب أصحابه، وزوجاته، ومن لقيه من الناس !
لقد أدرك العقلاء من الكفار والمسلمين أهمية هذه الابتسامة، وعظيم أثرها في الحياة ! يقول ديل كارنيجي في كتابه المشهور (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس) : "إن قسمات الوجه خير معبر عن مشاعر صاحبه، فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلة لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين، إنها أفضل من منحة يقدمها الرجل، ومن أرطال كثيرة من المساحيق على وجه المرأة، فهي رمز المحبة الخالصة والوداد الصافي.
أبتسم للحياة يبتسم لك، عند العمل على تحقيق هدفك ابتسم فلا شيئ اجمل من الابتسامة التي تشرح الصدر وتيسير العسر وتبث في القلب الأمل والتفاؤل وتعلي الهمم.

ب- باعد بينك وبين الكذب.
قد يكون الصدق مؤلماً أو صعب إظهاره في بعض المواطن ولكن ليعلم أن هذا الكون مبنى على الصدق فمهما حاولت اللف والدوران يبقى حبل الكذب قصير فكن دوماً صادقاً لأن هذا هو النجاح وهو الفوز الأكبر. باعد بينك وبين الكذب يكفي أنه من صفات المنافقين قوله صلى الله عليه وسلم : (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) البخاري ومسلم.
"هناك أربعة أمور يؤديها كثير من الناس ولا يدركون أنها نوع من أنواع الكذب وهي مجموعة في كلمة (قستك).
ق = قول نصف الحقيقة يعتبر نوع من أنواع الكذب.
س = سكوتك عن قول الحقيقة هو أكبر أنواع الكذب.
ت = تزويرك للحقائق هو الكذب بعينه.
ك = كذبك على الناس في الأمور التافهة يعتبر كذباً وهو ما يعرف بالكذب الأبيض إذ لا يوجد كذب أبيض وأسود فالكذب كله شئ، مقتبس.

• الكبسولة السابعة : ابتعد عن رفقاء السوء.
لا بد لكل إنسان من جليس يمسح عنه دمعته أو حزنه ويعينه إذا وقع في ضائقة أو ألمة به كربة ويمسك بيده ليصعد به إلى القمة ولكن هناك من لا يحسن اختيار رفيقه فينتكس ويدخل في متاهات هو في غنى عنها فكما يقال : (الصاحب ساحب).
أن المرء بطبيعته يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه وأعماله قال صلى الله عليه وسلم : (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود، وقد قيل (إياك ومجالسة الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه وأنت لا تدري) فأحسن في اختيار من تجالس عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : (مثل الجليس الصالح والسوء : كحامل المسك، ونافخ الكِير. فحامل المسك : إما أن يَحْذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة) متفق عليه.

• الكبسولة الثامنة : راجع نفسك وحاسبها.
للمحاسبة أهمية كبرى تتبين في النقاط التالية :
1- طريق لاستقامة القلوب وتزكية النفوس؛ فإن زكاتها وطهارتها موقوف على محاسبتها، فلا تزكو ولا تطهر ولا تصلح ألبتة إلا بمحاسبتها.
2- أنها دليل على صلاح الإنسان وعلى خوفه من الله؛ فغير الخائف من الله ليس عنده من الدواعي ما يجعله يقف مع نفسه فيحاسبها ويعاتبها على تقصيرها.
3- أنها طريق للتوبة؛ وذلك لأنه إذا حاسب نفسه أدرك تقصيره في جنب الله، فقاده هذا إلى التوبة.
4- يترتب على المحاسبة آثار حميدة سيأتي ذكرها.
5 ـ يترتب على ترك المحاسبة آثار سيئة سيأتي ذكرها.

● مشروعية المحاسبة.
يدل على محاسبة النفس ما يلي : في الحديث عن أنس بن مالك عن رسول الله قال : (الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) (رواه الإمام أحمد والترمذي) مقتبس.

• الكبسولة التاسعة : زد نفسك علماً.
"ليس المهم كم تتعلم ولكن كم تهضم من هذا العلم وتعتقده ويظهر أثره عليك مثل الطعام تماماً ليست العبرة بحجم ما تأكل من الطعام وإنما بما تهضمه. فالنافع من الطعام هو ما تهضمه ويستفيد جسدك منه" مقتبس.

ها نحن قد وصلنا إلى نهاية مغامرتنا أعلم أن الموضوع به قصور فلو أنه تحدث عن أخلاق رسول الله وعن أعماله لكان أفضل لكني استعنت بأحاديثه صلى الله عليه وسلم فقط، ولكن ما أود أن أصل إليه هو أننا عند تحقيقنا لأهدافنا غالباً نتخذ لنا قدوة من أحد الناجحين أو المشاهير ولكن لننظر إلى أخلاقهم وأفعالهم هل نستطيع المقارنة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مثال الكمال على وجه الأرض (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر) نعم كان لنا في رسول الله أسوة حسنة. تريد النجاح ؟! إذا اقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدي به في أخلاقه في أفعاله في أقواله حتى تنال المنزلة الرفيعة التي تطمح إليها فصنع الحياة إنما هو أتباع لشرع الله وسنة نبينا ومن تبعه من الصالحين.

اختم كلامي بالصلاة على الرسول، اللهم صلي وسلم وبارك على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .. أتمنى أن ينال إعجابكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ المراجع :
● كتاب هل أنت معنا في القمة.
● بعض صفحات النت.
● فوائد من قناة صدى الإسلام.