من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : ماجد مسلم المحمادي.
إجمالي القراءات : ﴿4494﴾.
عدد المشــاركات : ﴿3﴾.

كليات القِمة .. وكليات القَاع.
■ ونحن في موسم القبول والتسجيل في الجامعات، ونتمنى التوفيق لأبنائنا وبناتنا في القبول في كل ما يتمنونه لمستقبلهم، لا ما تفرضه عليهم الجامعات والكليات في القبول في ما لا يرغبونه، وحينما نتأمل مصير عدد الخريجين الهائل من البنين والبنات من الثانوية العامة نضع أيدينا على قلوبنا من عدم قبول الكثير منهم (لا جديد في ذلك فهذا ما يَحدث في كل عام، لينضموا إلى جحافل البطالة في بلادنا، وكان الله في عونهم وعن أهلهم، آمين يا رب العالمين) ويجب على المسئولين بالتعليم العالي والجامعات إيجاد حلولاً عملية وعاجلة في حل مَعضلة القبول التي تتكرر وتتعقد سنوياً !

كان عليّ أن أبدأ في تلك المُقدمة كمدخل للمقال، مع أن مَقالي بعيد كل البعد عن القبول من عدمه، أقول أننا في الماضي القريب (لستُ كبيراً في السن، وإنما في الثلاثينات من عُمري !) لم نكن نسمع بشيء اسمه (كليات قِمة، وكليات قاع !) ولأننا إذا ذكرنا القِمة يجب علينا ذِكر (الأوبزت لها، العكس يعني !) وكما يقول الشاعر : وبِضدها تتميز الأشياءُ.
والمقصود (بكليات القِمة) طبعاً الطب والهندسة والمقصود (بكليات القاع) الكليات النظرية وهي ليست قاعاً أبداً، ولا يمكن أن تكون كذلك ما طالت بنا الحياة بما فيها كلية التربية بما تحويه من أقسام شرعية وأدبية وعِلمية، فضلاً عن بقية الكيات، تُخرج للبلاد كل عام كوكبة من الخريجين هم من يرجع لهم الفضل في تعليم وتدريس (وتفهيم) من وصلوا لِكيات القِمة، فلماذا حين يصل إليها الخريجون يسمونها كليات قِمة ؟! هل لأنها ما زال الاحتياج كبيراً بها ؟! أم لأنها تضمن الوظيفة بأعلى الرواتب ؟! أم لِقلة وظائف النظرية، وانعدامها في أحايين كثيرة وقِلة مردودها المادي جعلهم ينصرفون عنها ويعتبرونها قاعَاً، حتى ولو لم يصرحون بذلك !
لم نكُن نسمع بتلك التسمية أبداً، وإنما تكون أماني لدى بعض الطلاب والطالبات بأن يُصبحوا حينما يكبرون كذا وكذا، وفي اعتقادي أن تلك التسمية خطأ كبير، يجب أن نتداركه ولْنعلم بأن الكليات كلها كليات قِمة طالما أحبها من التحق بها وأبدع في دراسته بها، حتى نكوَّن مُجتمعاً من جميع التخصصات ولأن الطلاب والطالبات لو كانوا كلهم أطباء ومهندسين، فمَنْ يَخدم البلد في باقي التخصصات، وأتمنى أن نُغير نظريتنا تلك، والله الموفق لِكل خيرٍ سبحانه.