بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد علي دعدع.
إجمالي القراءات : ﴿4595﴾.
عدد المشــاركات : ﴿119﴾.

مرض الثعلبة : (الأسباب ــ العلاج).
الثعلبة حالة تصيب فروة الرأس وتؤدي إلى بقعة خالية تماما من الشعر وتكون عادة بشكل دائري أو بيضاوي منفردة أو متعددة وخالية من الوسوف أو التندب. يمكن إن تصيب هذه الحالة أي جزء مكسو بالشعر من الجسم ولكن تبقى فروة الرأس ومنطقة الذقن أكثر المناطق إصابة. ويمكن تقسيم الثعلبة إلى عدة أقسام وذلك حسب شدة الإصابة : فقد تكون الثعلبة محددة من خلال ظهور بقعة واحدة وأكثر خالية من الشعر وقد تكون الثعلبة كاملة من خلال غياب الشعر عن كامل فروة الرأس وقد تكون شاملة من خلال غياب الشعر عن فروة الرأس والجسم.

● أسباب المرض :
لا تزل الأسباب الحقيقية مجهولة ولكن هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية حدوث الثعلبة منها :
1 - عوامل جينية - وراثية - عادة تكون هناك قصة عائلية عند مريض الثعلبة بنسبة قد تصل إلى 10 - 40% وفي حالة التوائم لوحظ إن احتمالية إصابة التوأم الثاني قد تصل إلى 55% وفي حال كون احد التوأمين مصاب بالثعلبة.
وفي حالة مرض المنغوليين - خلل جيني - في الكروموسوم 21 لوحظ ارتفاع نسبة الإصابة بالثعلبة عندهم بنسبة قد تصل إلى 9%. هناك اعتقاد بأن الثعلبة مرض متعدد الجينات خلل في أكثر من جين واحد.
2 - عوامل مناعية : لوحظ ترافق الثعلبة مع بعض الإمراض المناعية مثل البهاق وإمراض الدرق المناعية والذئبة الحمامية والوهن العضلي الوخيم وفقر الدم والسكري وقد تم إثبات وجود خلل مناعي يؤدي إلى قيام الجسم بإفراز أضداد ذاتية ضد الجريبات الشعرية وما ينتج عن ذلك من إيقاف لنمو الشعر.
3- عوامل أنتانية : هناك فرضيات عن أسباب فيروسية للثعلبة وخاصة بعض فيروسات الهربس.
4- عوامل نفسية : الحالة النفسية وإثرها السلبي على الجريبات الشعرية.
5- عوامل عصبية : هناك نواقل عصبية تعمل على تحريض نمو الشعر وقد لوحظ انخفاض مستوى هذه النواقل العصبية ويبقى مرض الثعلبة مرض شائع نسبيا وهو من الإمراض المزمنة نسبيا أيضا وقد تصل نسبة الإصابة بالثعلبة على مستوى العالم حوالي 2% أما العمر فغالبا يصيب الأشخاص في العشرينيات من العمر وقد تصل نسبة إصابة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة إلى 60% ومن حيث الجنس فتكاد تكون متساوية مع احتمالية اكبر لإصابة الذكور بنسبة 2 - 1 بالنسبة للإناث. كما أن ليس هناك أفضلية عرقية فهو يصيب كل الأعراق.سريريا.
تتظاهر الثعلبة بشكل بقعة أو أكثر خالية تماما من الشعر ويكون الجلد طبيعيا ولا تحدث فيه أية تغيرات كالضمور الجلدي أو التندب أو الوسوف وتكون فوهات الأجربة الشعرية موجودة وسليمة وأحيانا يلاحظ في محيط منطقة الثعلبة بعض الإشعار المتقصفة المتكسرة والتي تأخذ شكلا مميزا نوعا ما حيث تكون سميكة القطر من طرف ورقيقة القطر من الطرف الملامس لفروة الرأس (إشعار علامة التعجب) ويعتبر وجودها دليلا على أن الثعلبة لا تزل في مرحلة النشاط والفعالية وهي إحدى العوامل التي تؤشر لسوء سير المرض.
وأكثر الأماكن إصابة هي فروة الرأس والحاجب ورموش العين ومنطقة الذقن ومنطقة العانة.
وفي الحالات المتقدمة قد تصاب الأظافر بتغيرات مرافقة لسير المرض وتتظاهر بشكل رئيس بحدوث حفر صغيرة بشكل نقطي على سطح الظفر وقد تصل نسبة إصابة الأظافر في حالة الثعلبة إلى 10% -66% وهي أيضا إحدى العوامل التي تؤشر بسوء سير المرض.

● التشخيص :
يتم بشكل أساسي بالاعتماد على الفحص السريري ويمكن الاستعانة بالفحوص التالية :
1- فحص دم : للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى وبخاصة المناعية منها.
2- فحص مجهري لنفي وجود سعفة الرأس.
3- الخزعة.

● التشخيص التفريقي :
يجب تفريق الثعلبة عن سعفة الرأس، هوس نتف الأشعار، الصلع الشائع، الذئبة الحمامية (المراحل الأولى).

● سير المرض :
هناك مقولة خاصة بالثعلبة تقول بأن الشيء الوحيد الممكن توقعه في سير مرض الثعلبة هو انه مرض لا يمكن التنبؤ به. فهناك حالات يحدث فيها الشفاء العفوي خلال 8 شهور إلى سنة وهناك حالات يمتد فيها المرض ليصبح أكثر انتشاراً ويصيب أكثر من مكان في الجسم وأحيانا يصيب الجسم بكامله. علماً بان هناك عوامل عديدة قد تعطينا فكرة عن سير المرض وهي في هذه الحالة عوامل إنذار سيء بالنسبة لسير المرض.
1- إذا حدثت الإصابة قبل سن البلوغ.
2- وجود قصة عائلية للإصابة بالثعلبة.
3- وجود أكثر من منطقة مصابة بالجسم.
4- إصابة الأظافر.
5- وجود التهاب جلد تأبى مرافق للثعلبة.
6- وجود أمراض مناعية أخرى مرافقة للثعلبة.
ويشار بأن مرض الثعلبة يعتبر من الأمراض الناكسة التي قد يصاب بها المريض مرة أخرى بعد فترة شفاء قد تطول أو تقصر.

● العلاج :
رغم التطور الكبير الذي حدث في السنوات الأخيرة في طرق علاج الثعلبة إلا انه لا يوجد حاليا علاج شاف تماما للثعلبة. ومعظم العلاجات ملطفة وتعمل على تصحيح الخلل المناعي المسبب لهذه الظاهرة. وإضافة إلى الدعم النفسي فان العلاج يقوم على النحو التالي :
1. علاج موضعي.
2. علاج جهازي (فموي).
3. علاج ضوئي.
4. استخدام الأشعة فوق البنفسجية وتعتمد طريقة العلاج عمومًا حسب شدة الإصابة وعمر المريض ولكل طريقة من هذه الطرق مميزاتها ومحاذيرها.