بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالله يوسف النافع.
إجمالي القراءات : ﴿4224﴾.
عدد المشــاركات : ﴿110﴾.

إسماعيل بن سيد أحمد الأزهري : زعيم.
■ عندما ذهب الوفد السوداني في الخمسينات لمقابلة ملكة بريطانيا والتفاوض مع صاحبة الجلالة على استقلال السودان وخروج الإنجليز برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري، تعمد ألأزهري الجلوس على عرش وكرسي الملكة البريطانية، مما أصاب مسئول المراسم الملكية بالدهشة والارتباك والحرج.
فدنا من الزعيم الأزهري يحدثه بأدب وبصوت خفيض : لقد أخطأت يا سيدي الرئيس في البروتوكول، هذا كرسي الملكة صاحبة العرش !
فانتفض الأزهري شامخا يزار كالأسد وهو يوجه كلامه لكل الحضور بصوت جهوري طلق وانجليزية سلسلة سليمة : لا يا ابني أنا لم ارتكب خطأ بروتوكوليا كما زعمت، لقد تعمدت الجلوس على كرسي عرش مملكتكم لكي اثبت لكم أيها البريطانيين وأثبت للجميع إنكم لا تطيقون جلوسي على مجرد كرسي يرمز للعرش ولو لبضع دقائق، بينما تعطوا أنفسكم الحق في الجلوس على عرش بلادي خمسة وخمسون سنة دون وازع أو ضمير. ثم قام ليجلس على الكرسي المخصص له بعد أن دوت القاعة بالتصفيق من الجانبين السوداني والبريطاني.
وفى اليوم التالي صدرت الصحف البريطانية وعلى رأسها التايمس والديلى والقارديان وفي مقدمتها وفي الصفحة الأولى مانشتات وبالخط العريض : الزعيم الأزهري يلقن الإنجليز درسا قاسيا.

■ ترجمة موجزة :
إسماعيل بن سيد أحمد بن السيد إسماعيل بن السيد أحمد الأزهري بن الشيخ إسماعيل الولي (1900-1969م). ينتهي نسبه بالشيخ إسماعيل الولي بن عبدالله، الكردفاني سكناً، الدفاري البديري الدهمشي العباسي أصلاً ونسباً والذي نزحت أسرة والده "عبدالله" من قرية منصوركتي بمنطقة الدبة في الشمالية لمدينة الأبيض حاضرة كردفان. ولإسماعيل الأزهري صلة قرابة بمصطفى البكري بن الشيخ إسماعيل أول من دفن بمقابر البكري بأم درمان وبمحمد المكي أحد رجال الحركة الصوفية بالسودان أول من سكن حي السيد المكي ببيت المال بأم درمان، وبالشيخ البدوي صاحب القبة المشهورة في حي العباسية بأم درمان، وبالأشراف البيلياب والدواليب. شغل منصب رئيس وزراء السودان في الفترة 1954 - 1956م ورئيس مجلس السيادة في الفترة 1965 - 1969م، رافع علم استقلال السودان.
ولد في بيت علم ودين، تعهده جده لأبيه إسماعيل الأزهري الكبير بن أحمد الأزهري. تلقى تعليمه الأوسط بواد مدني، كان نابهاً متفوقاً، التحق بكلية غردون عام 1917م ولم يكمل تعليمه بها. عمل بالتدريس في مدرسة عطبرة الوسطي وأم درمان، ثم ابتعث للدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت وعاد منها عام 1930م. عين بكلية غردون وأسس بها جمعية الآداب والمناظرة.
وعندما تكون مؤتمر الخريجين أنتخب أميناً عاماً له في 1937م.
تزعم حزب الأشقاء الذي كان يدعو للاتحاد مع مصر في مواجهة الدعوة لاستقلال السودان التي ينادي بها حزب الأمة. عارض تكوين المجلس الاستشاري لشمال السودان والجمعية التشريعية. تولى رئاسة الحزب الوطني الاتحادي (الحزب الاتحادي الديمقراطي حالياً) عندما توحدت الأحزاب الاتحادية تحته. في عام 1954م. انتخب رئيساً للوزراء من داخل البرلمان وتحت تأثير الشعور المتنامي بضرورة استقلال السودان أولا وقبل مناقشة الاتحاد مع مصر، وبمساندة الحركة الاستقلالية تقدم باقتراح إعلان الاستقلال من داخل البرلمان فكان ذلك بالإجماع.
تولى منصب رئاسة مجلس السيادة بعد قيام ثورة أكتوبر 1964م إبان الديمقراطية الثانية.
اعتقل عند قيام انقلاب مايو 1969م بسجن كوبر وعند اشتداد مرضه نقل إلى المستشفى إلى أن توفي بها.
لديه كتاب شهير بعنوان : (الطريق إلى البرلمان) صدر عن دار الثقافة ببيروت.
وكان متزوجاً من السيدة مريم مصطفى سلامة.

أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

أبلة كوثر ﴿2922﴾.