من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد محمد الصحفي.
إجمالي القراءات : ﴿30675﴾.
عدد المشــاركات : ﴿104﴾.

العلاقات الإنسانية في الحقل التربوي : القيادة المدرسية نموذجاً.
تعتبر العلاقات الإنسانية الطبيعية من المرتكزات الأساسية لنماذج العمل.
فالعلاقات الإنسانية هي : إشباع للحاجات النفسية للفرد في نطاق الجماعة أو توفير الفرص أمام الفرد في الجماعة لإشباع حاجاته ليحدث التطوير والتغيير للجماعة لتحقيق هدفها بشكل أفضل.
ويعرفها آخرون بأنها : اندماج المعلمين في موقف العمل بطريقة تحفزهم إلى العمل معاً بأكثر إنتاجية مع تحقيق التعاون بينهم وإشباع حاجاتهم الاقتصادية والنفسية والاجتماعية.

■ ويتضح من التعريف السابق تضمنه أهدافاً ثلاثة :
1- تحقيق التعاون بين العاملين.
2- الإنتاج.
3- إشباع حاجات الأفراد الاقتصادية والنفسية والاجتماعية.

■ أهداف العلاقات الإنسانية :
1- إقامة علاقات جيدة داخل المدرسة وخارجها.
2- خلق الجو النفسي والاجتماعي المناسب داخل المدرسة.
3- زيادة ورفع الوعي العام للمعلمين والطلاب وتبصيرهم بمشاكل المدرسة والعمل جماعياً على حلها.
4- زيادة تحصيل كفاءة المعلمين وتحصيل الطلاب.
5- الارتفاع بمستوى الكفاية الإنتاجية من خلال تنمية التعاون الاختياري بين المعلمين وتوفير مبدأ المشاركة في اتخاذ القرارات.
6- تدعيم وإيجاد روح الود والتفاهم بين المعلمين بعضهم ببعض.
7- تنمية المسؤولية المتبادلة بين المدرسة والمعلمين فيها لتحقيق نتائج إيجابية.

■ الأسس الرئيسية للعلاقات الإنسانية في المدرسة :
1- التعاون الجماعي بتوحيد الجهود والشعور بالمسؤولية ووضوح الهدف.
2- معاملة المعلمين كأفراد.
3- خلق جو ودي في العمل بالمدرسة.
4- جعل المعلمين والعاملين والطلاب على دراية بما يحدث بالمدرسة.
5- مساعدة المعلمين والعاملين على تنمية مواهبهم وكفاءاتهم.
6- اشتراك المعلمين والطلاب والعاملين بالمدرسة في صنع القرارات التي تخصهم.
7- تقدير الأعمال الإبداعية ومكافأة أصحابها.
8- أن يكون مدير المدرسة قدوة للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور والعاملين.
9- إشعار المعلمين بأهميتهم ودورهم في تنمية المجتمع وتربية الشباب.
10- التنبيه إلى العمل الرديء وتقويمه باستمرار.

■ العلاقات الإنسانية في الإدارة المدرسية.
أكد ديننا الإسلامي على أهمية العلاقات الإنسانية بين الأفراد ولما تحدثه من رفع للروح المعنوية للأفراد وزيادة الإنتاج. وكان للإسلام الفضل في إرساء مبدأ العلاقات الإنسانية : قال الله تعالى : (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ) (الاسراء : 53) وقوله تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة : 83) وقوله تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران : 159) وقوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم : 4).
والخلق يجمع بين كثير من الصفات كالصبر والحلم، وسعة الصدر والقول الطيب والمعاملة الطيبة والأمانة وتحمل المسؤولية وهذه الصفات التي جمعها الله في رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فتحت له الطريق بإذن الله كي يصل إلى قلوب عشيرته وأهله ويهديهم إلى الحق بعد ما كانوا يعبدون غير الله.

■ ويتجلى اهتمام الإسلام بالعلاقات الإنسانية فيما يلي :
1- قال الله تعالى : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران : 159) فالشورى أقر بها الإسلام وأقر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه في كثير من الأمور فقد روى أبو هريرة رضيالله عنه أنه قال : (لم يكن أحداً أكثر شورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم) لأن إشراك المرؤوسين بالشورة وأخذ رأيهم يرفع معنوياتهم.
2- ركز الإسلام على جانب يعد من أهم جوانب التنظيم والإدارة وهي الأخلاق العامة وفن معاملة الغير، قال الله تعالى : (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (الشعراء : 215).
3- بين الإسلام أن استخدام العنف والفظاظة والكلمة القاسية تنفي القلوب وتباعد بينها، وتجعل العلاقات متوترة وأوضح أن الرفق واللين والكلمة الطيبة أسرع وصولاً إلى القلب وقبولاً لها ، قال تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران : 159).

■ مهارة مدير المدرسة في العلاقات الإنسانية.
إن نجاح مدير المدرسة في توثيق العلاقات الإنسانية بين المعلمين يعتمد على احترامهم وتقدير جهودهم، لذلك تتوطد العلاقات الطيبة بين المدير والمعلمين عن طريق ما يلي :
1- تقدير جميع المعلمين واحترام آرائهم ومقترحاتهم.
2- أن يثني ويشجع العمل الجيد الذي يصدر من المعلم مع الابتعاد عن لوم المعلم ونقده.
3- الرفع من معنويات المعلمين مع الإيمان بالفروق الفردية بين المعلمين.
4- أن يعمل مدير المدرسة على الاستفادة من جوانب القوة لدى المعلمين وتصحيح نقاط الضعف عند البعض.
5- إشراك المعلمين في القرارات التي تتخذ داخل المدرسة.
6- أن يبتعد المدير عن تتبع أخطاء المعلمين.

■ أسباب رضا المعلمين عن عملهم داخل المدرسة :
1- معاملة المعلمين بالعدل والمساواة.
2- حل مشكلاتهم بالأساليب التربوية ودون استخدام النظام.
3- المعاملة الحسنة للمعلمين دون تفريق بينهم.
4- توجيه المعلمين توجيهاً تربوي لرفع كفاءتهم.
5- التقويم العادل لأعمال المعلمين.
6- إشراك المعلمين في اتخاذ القرار.
7- إشراك المعلمين في المجالس واللجان المدرسية.
8- مراعاة ظروف المعلمين عند توزيع الجدول الدراسي.
9- الثناء والتقدير وخطابات الشكر لمن يستحقها.

■ المقومات الأساسية التي تساعد مدير المدرسة على تكوين علاقات إنسانية فعالة داخل المدرسة :
1- احترام كرامة المعلم.
2- الصدق والأمانة.
3- المساواة والعدل.
4- مراعاة الفروق الفردية.
5- كسب ثقة المعلمين.
6- المحبة والألفة.
7- المدح والثناء للمعلم.
8- الاتصال الجيد.

■ مفاهيم خاطئة عن العلاقات الإنسانية.
ومن المفاهيم الخاطئة عن العلاقات الإنسانية ما يلي :
1- النظر إلى العلاقات الإنسانية على أنها مجرد إحساس عام يعتمد على الفروق والتمييز.
2- الخلط بين الصفة الإنسانية، والصفة الشخصية. إنها تضعف من سلطة الإدارة، وتعطل الإنتاج.
3- غض البصر تجاه أخطاء الغير والمداراة عليها إلى حد التواطؤ على حساب مصلحة العمل.
إن العلاقات الإنسانية معناها القيام بأعمال ترويحية ومجاملات شكلية بجانب العمل الرسمي أو من خلاله، وهي عكس ذلك فهي إضافة جديدة للإدارة والتفاعل مع المعلمين بجدية وفاعلية وإنسانية فهي والعمل صنوان ومضمون لشيء واحد وهو الإدارة الديمقراطية.

■ الآثار المترتبة على حسن العلاقات الأساسية :
1- شعور المعلمين بثقتهم بمدير المدرسة.
2- الارتياح النفسي والرضا الوظيفي والذي يجعلهم يعملون بحيوية ونشاط.
3- تقبل المعلمين توجيهات مدير المدرسة بصدر رحب ولها صدى في نفوسهم.
4- توفر المناخ الصحي ينمو فيه المعلمون مهنياً واجتماعياً ونفسياً.
5- يسعى كل معلم إلى فهم مهامه والتفاني في مساعدة إدارة المدرسة لتحقيق أهدافها التربوية وإنجاز كل ما يسند إليه من أعمال.
6- استخدام أسلوب التفاهم والصراحة لحل المشكلات بطريقة هادئة.
7- شعور المعلمين بقيمتهم وثقتهم بزملائهم مما يجعل الاستقرار النفسي والطمأنينة.
8- النهوض بمستوى التلاميذ وزيادة تحصيلهم الدراسي.
9- رفع الروح المعنوية للمعلمين.
10- يسود المدرسة مناخ تربوي يقوي عرى التماسك والصلات الودية والتعاون بين المعلمين.
11- التعاون بين المعلمون في حل المشكلات.
12- يقل عدد الأيام التي يتغيبها المعلم عن المدرسة أو تأخرة.
13- تقل مشاكل المعلمين وتظلماتهم.

■ الأسباب التي تؤثر سلباً على العلاقات الإنسانية.
ويمكن أن نذكر بعضاً منها :
1- تصيد أخطاء المعلمين ومقابلتها بالنقد واللوم أمام زملائهم.
2- التسلط وعدم إشراك المعلمين في شؤون المدرسة.
3- مجاملة بعض المعلمين.
4- عدم بث روح التعاون بين المعلمين.
5- المحاباة والاستماع إلى بعض المعلمين دون البعض.
6- كثرة توجيه الإنذارات للمعلمين كعقاب لهم.
7- تقريب بعض المعلمين لمدير المدرسة وتفضيلهم على الآخرين.
8- لوم المعلمين أمام زملائهم.
9- ضعف الاتصال بين المدير والمعلمين.

■ تطبيقات عملية لتحسين العلاقات الإنسانية. ومن تلك التطبيقات ما يلي :
1- اجتماع شهري أو أسبوعي بعد العمل المدرسي كدورية يجتمع الجميع في جلسة أخويه توثق العلاقات بينهم.
2- الوقوف مع المعلم فيما يواجهه من مشكلات مع التلاميذ أو أولياء أمورهم.
3- الاشتراك مع المعلمين في دراسة بعض الظواهر السلوكية في المدرسة.
4- زيارة المعلم المريض للاطمئنان على صحته.
5- مساعدة المعلم الجديد وتهيئة كافة الظروف المناسبة.
6- مساعدة المعلم المحتاج مالياً.
7- مشاركة المعلم في أفراحه.
8- العدل والمساواة بين جميع المعلمين عند توزيع الجدول المدرسي.